حسرة اللبلاب...عبدالرحمن ابو عوف
حسرة اللبلاب
يا مَن طرقتِ بلا هُدىً أبوابي
لا تطرُقي ..لنْ تسمعي لجوابي
وَجعي قديمٌ مُنْذُ أول نفخةٍ
فيْ النّايِ..قبل تكوُن الاخشابِ
اناْ دمعتي خمرٌ بكاساتِ الهوى
قَدْ صرتُ أحسبُها مِنَ الانخابِ
حتى إذا ما صرتُ أرشفُها أذىً
كالنارِ تَكوي ظاهر الإيهابِ
لما تَبَلَلَ ثوب أرضي . والثرى
بَعَثَ الهوا. مِنْ أروعِ الاطيابِ
فَشَممتُ عطر التُربِ بَعدَ تَوَلُهٍ
وَكَأنَّني قَدْ ذبتُ فيْ الأترابِ
وجهي خريفيُ الملامحِ قد غدا
هذا بفعلِ قساوة الحطابِ
مَنْ ذا يُلَملِمُ نَبضَ قَلْبي بَعدَما
نُثِرَت على دربِ السُرى أعصابي.؟
فَنَقشتُ فوقَ الماءِ وجهكِ كُلَما
ذكراكِ مرت بعد طول غيابِ
أمشي وأحمِلُ فيْ العيونِ طيوف مَن
قد راحَ يهجرُ فيْ الحيا محرابي
لو كُنْتُ ألقى فيْ اللّيالي فُسحةً
ما قُلتُ فيْ الاحبابِ بعض عتابي
لَغرستُ في شُريانِ قَلْبي زهرة
كي لا أموت بحسرةِ اللبلابِ
وَ أَذِنتُ للْدمع العَصيِّ هطولَهُ
مِنْ بَعدِ ما قد كانَ فيْ الأهدابِ
وَضممتُ بَينَ جوانحي حبُ التي
رَشَفتْ خمور الحبِّ مِن أكوابي
فَرسمتُها في القَلْبِ لوحةَ شاعرٍ
نَسَجَ الخيال بِمرسم الالبابِ
التعليقات على الموضوع