عزف الحبّ...ريحانة الشام مريم كباش

 

ريحانة الشام مريم كباش


عزف الحبّ


لعزف الرّوح كم قلبي يميلُ !
ودمع الشوق من عيني يسيلُ
ومهما قد تبدّلنا اللَّيالي
فإنَّ هواكَ في قلبي نزيلُ
أحنُّ صبابةً وأهيم وجداً
على رغمي ويشمت بي العذولُ
إلى عينيك أسرجت القوافي
وفي كل القصائد لي صهيلُ
طلبت من الزَّمان صفاء عيشٍ
فلم يسمح ومابرد الغليلُ
فؤادي لا يقرُّ له قرارٌ
وجسمي بعد نأيكمُ عليلُ
أعود إلى الأماكن حيث كنَّا
فتسألني الأماكن والطُّلولُ
متى الأيَّام تسعف بالتَّلاقي ؟
وآمال السَّعادة هل ننولُ ؟
وتسألني الحمامة عن بكائي
وتندبني الرَّوابي والحقولُ
أقول لها ودمع العين يجري
وينزل في الحشا همٌّ ثقيلُ
ألم يخبرك دمعي عن حنيني
ويأتيكم بلوعاتي الدَّليلُ ؟
فراق أحبَّتي نارٌ بقلبي
لها في كلّ ناحيةٍ مقيلُ
تعالَي قالت الورقاء غنِّي
أغاني الحبِّ للبلوى تزيلُ
كما الآسي يداوي اللّحنُ داءً
ففيه البرءُ والأملُ الجميلُ
وهذي الرُّوح تطرب إذ تغنّي
وفي الألحان أحلامٌ تجولُ
بيان الشّعر يمنحنا حياةً
ونُسقى من خموره سلسبيلُ
وعنَّا كم يُبَلِّغُ من معانٍ
وعن قلب المُحبِّ هو الرَّسولُ
ألا فلتعزفي أحلى الأغاني
فإنَّ اللّحنَ يسمعهُ الخليلُ
ألا يابلبل الألحان قل لي
متى يأتي عن الحزن البديلُ ؟
رماني الدَّهر بالنَّكبات رمياً
وإنَّ الحظَّ في عمري قليلُ
ألا يالهف نفسي إثر قومٍ
نأَوا عنِّي وهجرهمُ طويلُ
لهم حبّي لهم شوقي ووجدي
على عهدي ولو طال الرَّحيلُ
أجابتني الحمامة : فلتغنِّي
ألا إنَّ الغناء به الوصولُ
إلى الأحباب يسري اللَّحنُ حبَّاً
شعور الشَّوق فيهم يستميلُ
وإنْ ننشد لهم عذب القوافي
فبالتَّغريد يأتينا القبولُ
فعزف الرّوح بالإحساس يشدو
وعزف الحبّ ليس له مثيلُ

ريحانة الشام مريم كباش

ليست هناك تعليقات