ولد الهدى......مازن حمزة الأقرع
ولد الهدى
ولِدَ الهُدىٰ فتألَّقَتْ أضواءُ
وَتنَوّرَتْ مِن نُورِهِ الأشياءُ
وافتَرَّ ثَغرُ الكَونِ يَبسِمُ ضاحِكاً
وتَهَلّلَتْ لمّا أتىٰ الأرجاءُ
واستَبشَرتْ امُّ القُرىٰ بمجِيئِهِ
واستبشَرتْ مِن حولِها البَيداءُ
وتَلألأَ البَيتُ العتيقُ فنُورُهُ
مِنهُ استنارتْ في السَما الجَوزاءُ
والعرشُ والكرسيُّ صارا ضاحكيـ
ـنِ فَقد أتتْ بقُدُومِهِ الأنباءُ
وجميعُ مَن هُم عندَ ربِّكَ بُشِّرُوا
فَعَلا وجوهَهمُ بذاكَ بَهاءُ
جبريلُ والروحُ الأمينُ تناقَلُوا الـ
ـبُشرىٰ بهِ وتعالتِ الأصداءُ
هذا الذي هو للخلائِقِ رحمةٌ
وبهِ لشِرعَةِ مَنْ مَضَوا إحياءُ
هذا مُحَمّدُ خَيرُ مَنْ قَد أنجَبَتْ
مِن قبلِهِ أو بَعدِهِ حواءُ
هذا الذي ختَمَ الإلهُ بهِ فكا
نَ إمامَ مَنْ مِن قَبلِهِ قَد جاءُوا
في المَهدِ يُستسقىٰ بنورِ جبينِهِ
فتَجُودُ إكراماً لهُ الأنواءُ
أمُّ القُرىٰ عرفَتْ أمانَتَهُ فَما
تدنُو -ولو حَرصَتْ- لهُ الأُمَناءُ
يامَن بسيرتِهِ اقتَدىٰ وبِهَديِهِ
لمّا أتىٰ وليومِنا العُظَماءُ
يا مَنْ بسُنّتِه اقتَدى أهلُ النُهىٰ
وتعشَّقتْ أخلاقَهُ الكُبَراءُ
ما كانَ في يَدِهِ يجُودُ بهِ فَما
داناهُ في فَضلِ النَدىٰ الكُرَماءُ
ربّي اصطَفاهُ لرحمةٍ في قَلبِه
ما جاوَزتْ ما عِندَهُ الرُحَماءُ
أسرىٰ بهِ ربُّ العُلا ليلاً فهَل
فيمَنْ خلا مِن قَبلِهِ إسراءُ
عاداهُ في نشرِ الرسالةِ قَومُهُ
حسداً لهُ واستَهزَؤا وأساءُوا
فمضىٰ يُبلّغُ للأنامِ رسالةً
مِن ربّهِ ما صَدّهُ استِهزاءُ
حمَلَ الرِسالةَ عَن يقينٍ صادقٍ
لم تَثنِهِ عن عزمِهِ الأعباءُ
حارتْ بمدحِكَ سيّدي أقلامُنا
وكذاكَ حارَ بمدحِكَ الشُعَراءُ
هيهاتَ أن يَرقىٰ لمدحِكَ شاعِرٌ
فالشِعرُ فيكَ -ولو سَما- إنشاءُ
بل انتَ يا مولايَ مَن شَرّفتَهُ
إذ كُنتَ فِيه وهكذا الشُرَفاءُ
يا ربِّ صلِّ على حبيبِكِ ما تَعا
قَبَ في الدُنا الإصباحُ والإمساءُ
التعليقات على الموضوع