الشامخ نايف.......(بَلَدِي الذَّبِيحُ).
(بَلَدِي الذَّبِيحُ).
هُوَ عُذرُ إِخوَةِ يُوسُفٍ،
لَكِنَّهُم فِي عَصرِنَا
ذَبَحُوهُ حَقًّا لَا كَذِب
فَدِمَاؤُهُ البَيضَاءُ فِي أَيدِي الَّذِينَ
بِحُسنِهِ عَبَثُوا،
تَجِفُّ وَتَنسَكِب...
تَجرِي بِلَا خَجَلٍ كَأَنَّ نَزِيفَهُ
عَرَقٌ مُبَاحٌ فِي جَبِينٍ قَد تَعِب
وَيلَاهُ مِمَّا ذَاقَهُ،
وَيَذُوقُهُ فِي جُبِّهِ المُرِّ العَسِيرِ
المُضطَرِب...
مَا مَرَّ خَلقٌ فِي أَنِينِ جِرَاحِهِ
إِلَّا أَضَافُوا المِلحَ فِيهِ لَيَلتَهِب!
.
.
يَعقُوبُ صَدرِي مُتعَبٌ، بِسُؤَالِهِ
ضَاقَ الحَيَاةَ؛ فَكُلُّ ذِئبٍ لَم يُجِب
وَعَلَى جُفُونِي السُّمرِ سَجدَةُ عَاكِفٍ
بِالشَّوقِ، يَأمَلُ أَن يُلَاقِيَ مَن يُحِب
إِن غَابَ عَن عَينَيكَ مِن تَهوَى فَلَا
أَرضٌ تُنَسِّي ذِكرَهُ، أَو وَصفُ طِب
.
.
وَطَنٌ أَظَلَّ طَرِيقَهُ
فَتَلَاقَفَتهُ مَخَالِبٌ
مِنهَا يَفِرُّ...؛ فَتَقتَرِب
أَلِفَ الجِرَاحَ وَكَانَ طِفلًا
لَم يَرَ الضَّحَكَاتَ حَتَّى الآنَ
أَو شَكلَ اللَّعِب
فَاعتَادَهُ المَوتُ الَّذِي لَا يَنتَهِي
وَبِكُلِّ حِينٍ وَالجَنَائِزُ تَرتَقِب
وَعَلَى مَرَايَا المَوتِ صَوتُ ضَيَاعِهِ
أُذُنُ المَقَابِرِ تَحتَوِيهِ وَلَم تَغِب
فِي مَوعِدٍ دَومًا مَعَ المَأسَاةِ
لَا فَرَحٌ يُوَاعِدُهُ،
لِهَذَا مُرتَعِب!
سَبعٌ عَلَى سَبعٍ،
وَسَبعٌ فِي الطَّرِيقِ...
إِلَى مَتَى وَالقَحطُ فِيهِ سَيَنكَتِب؟
.
.
بَلَدِي الذَّبِيحُ بِذَنبِ حُسنِكَ، إِنَّنِي
دَمُكَ المُرَاقُ، وَمَن بِجَفنِكَ يَنتَحِب
إن كلمات الشامخ تصف الواقع تمامًا
ردحذفبوركت
حذف