إذا ما أتاكَ القلبُ حبَّاً يُغَالبُ....حنان قرغولي

 

حنان قرغولي  شعراء العرب


إذا ما أتاكَ القلبُ حبَّاً يُغَالبُ


إذا ما أتاكَ القلبُ حبَّاً يُغَالبُ
ولحنٌ سماويٌّ بعينيكَ ذائبُ
ومنّي ثقيلُ الدَّمعِ يَجتاحُ غيمةً
لتَهطُلَ منَ عينِ الشّرودِ النَّوائبُ
أنا ما بَرِحتُ الصَّمتَ أوَّلَ موسمٍ
نبيٌّ ونَجواهُ النَّديَّةُ صَاحبُ
سَكَّتُ فما خلفَ الصَّبابةِ مَسلكٌ
يقودُ إلى المجهولِ والقلبُ ذاهبُ
شروقُكَ يؤذي مَلمحَ النّورِ في دمي
ومَحضٌ لرؤيا تَعتريها الغَياهبُ
فَثَمَّةَ صوتٍ جَسَّدَ الخوفَ ماثلاً
أمامي وأصداءُ الأمانِ مَخالبُ
وكنَّا عَقَدنا الحبَّ جئنا حظوظَهُ
وتُدركُ حَظَّ العاثرينَ مَراكبُ
أَلَا يا عيونَ الوردِ جَرَّحَها النَّوى
ظَمِأتُ وفي القُربِ العزيزِ شوائبُ
بَلَغتُ مَقامَ العارفينَ مُريدَةً
وليسَ الهوى العذريُّ ممَّا أُجَانبُ
ولولا ارتعاشٌ خلفَ روحي يَهُزُّني
لطَافت وجيعَ القلبِ منكَ كواكبُ
فَتُهنَا ولا ندري: الرياضُ كَمَائنٌ
أَمِ الوردُ خَدَّاعٌ؛ أَمِ العطرُ كاذبُ؟!
وقلتُ استَرحنا يا فضاءاتِ دهشتي
فَمَعنايَ نجمٌ من خيالٍ _ مُوَاربُ
وقلتُ استباحَ الليلُ هَدأةَ خافقي
ودونَ ضياءِ الصّبحِ جفنٌ وحَاجبُ
(( أَلَولي)) لآَحلامي ويَهنَأُ مَن لَهُ
ببالِ العَذارى طفلُ ذكرى يُشاغبُ
(( دللّول)) ما زالت إلى الآنَ في فمي
تَذوبُ كحَلوى العيدِ أو ما يُقَاربُ
فَلَم تُنصِفِ المشتاقَ ريحٌ ولَم تَعُد
بقمصانِ مَن عنّي تناءى الركائبُ
وشعري كأَنَّ الشِّعرَ بَعدَ فِراقِهِ
((أُغَالبُ فيكَ الشّوقَ والشّوقُ غَالبُ)).


حنان قرغولي

ليست هناك تعليقات