الشاعر الطبيب عبد الناصر الشيخ علي . " المصباح "
الشاعر الطبيب عبد الناصر الشيخ علي
( ١٩٥٩ - ٢٠٢١ ) شاعر سوري سبق وأنْ قدّمتُ نبذة عن حياته في حلقة سابقة، وهذه إحدى قصائدة الرائعة....
" المصباح "
لا تخبروا الناي أنَّ العودَ منكسرٌ
لن نوقفَ العزفَ حتى يُقطَعَ الوترُ
من كلِّ حنجرةٍ حبلانِ في وترٍ
يحكي الهوى وطناً والنايُ يختصرُ
هو النشيدُ وفيه الحبُ مبتدأٌ
يجري على رصده الإيقاعُ والخبرُ
يهدي إلى البيرقِ الخفَّاق ذروتهُ
فتنحني للسما من تحتهِ البشرُ
للياسمين فراشاتٌ تُراقصهُ
إنْ ضيَّعتْ أثراً في عطرهِ الأثرُ
قلْ للخريفِ وما في الغصنِ من ورقٍ
نعرى لنعلو اخضرارًا...هكذا الشجرُ
والريح تدري اذا ما النخلُ سايرَها
من ذا الذي في ختام العصفِ ينتصرُ
لولا الدماءُ التي في الأرض نبذرها
مِن أينَ يزهو على أغصاننا الثمرُ
لايطلق العودُ من بَخُّورهِ عبقاً
يذكي الصدورَ إذا لم يُقدَحِ الشررُ
وكيف تحلو بعينِ الشمس مشمشةٌ
من ألفِ لونٍ اذا لم يرحلِ الزهَرُ
مَن يُقنعِ الزهرَ أنَّ النحلَ غادرهُ
ولن تعودَ إلى أعتابهِ الزمرُ
سلوا السنونو إذا عاد الربيع به
إلى الديار أأنسى دربَه السفرُ ؟
سلوا الكمانَ أينسى بوحَ عازفهِ
وفيهِ من خدّهِ في خدِّهِ أثرُ
لن يخذلَ الخبزُ عوّدنا سنابلَنا
أن تعصرَ الصخرَ إنْ لم يسمحِ المطرُ
مُدّوا الظلامَ وغَطّوا البدرَ وانتظروا
فليس ينعسُ في أهدابنا السهرُ
هيهاتَ يا ليلُ فالمصباحُ في يدنا
يستنهضُ الصبحَ حتى يتعبَ القمرُ
التعليقات على الموضوع