أحمد طايل**..تجريف ذاكرة..1.. رواية.**

 

أحمد طايل


..تجريف ذاكرة....   رواية

(1)


..من عام او اكثر وهو يتبع منهجا وبرتوكلا يومى لا يتغير إلا فى أمور بسيطة.
.منذ أن لحقت الزوجة بالأولاد الذين هاجروا من سنوات إلى البلد التى يشبهها بانها مغناطيس جاذب للبشر..
فى كل مكان بالعالم..بحجة ان احلامهم لن تتحقق إلا هناك..وان هناك كل الامكانيات متاحة..والمناخ يساعد على الابتكار.
.هى ذهبت اليهم بداعى انها لا تستطيع العيش طويلا بعيدا عنهم وعن الأحفاد..رغم انها كانت تزورهم سنويا شهر كامل..مبرر الحنين والشوق لا يقنعه.
.النساء عندما يشعرن بانتهاء الصلاحية الزوجية مشاعريا وجسديا يقفزن من السفينة..
هم اذكياء..يستطعن قراءة اغوار اى رجل.
.وللحقيقة كثيرات منهن يتعاملن مع هذا الامر بدبلوماسية وشياكة..يبدآن بالنوم على سرير اخر بذات الحجرة..ثم بعد حين يطلبن ان تكون لهن حجرة خاصة..ثم فيما بعد يبحثن عن طرق اخرى كالذهاب لأيام عند ابن او إبنة.
.الى ان يصل إلى نهايته بالهجران التام وللحقيقة ايضا كثير من الرجال يرحبن بهذا ولولا الخجل لقدموا فروض الشكر والعرفان لهن....هن يعرفن مؤشر رجولته ولياقته العطائية..
بالحقيقة لهن حق..الرجل عندما يشعر بالنضوب يتحول إلى مريض لا ارادى ..يتوهم انه مازال فتيا.
.فيراهق.ويزداد عصبية...ويبحث عن نزوات ليثبت لنفسه قبل الاخريين انه يحمل بعض الرمق..يعترف بينه وبين نفسه أنه بسنواته الاخيرة كان منهم.
.بعد الفجر..يأخذ كرسيه ..ويغطى رأسه بقبعة عريضة تخفى الكثير من ملامحه لا تفسير لديه لاخفاء ملامحه..بجلس على الشاطئ المقابل لفيلته..مرتديا نظارة بسبب وبلا سبب.
.يأخذ بتامل الامواج حينما تداعب نفسها بالتلاطم..بالمد والجزر..قدماه دوما.غارقة بالمياه..راحة الجسد تبدأ من القدمين..اضف لهذا والماء علاج قوى لراحة الجسد.
.يستغرق فى هذا لوقت ليس بالقصير..
وحينما تبتسم الشمس وتعلن قدمها..يبدأ بتصفح بعضا المجلات..يتناول بين الحين والحين قلما يضع خطوطا..متعددة الاشكال اسفل بعض الأسطر..الى أن يشعر بلهيب الشمس او اشتداد قسوة الجو البارد.
.يعاود الرجوع..بجد مصباح الكرارتى..ابن الرجل الذى رافقه طوال حياته. ..قد أعد فطوره..قطعة من الجبن الابيض..بيضه..ملعقة مربى..ورغيف بالردةالسوداء....وكوبا من اللبن..يتناوله.
.يدخل بعدها للاسترخاء قليلا..منذ شهور بدأ كتابه مذكراته او.كما يسميها..ايامه.
.الانسان اى انسان يحتاج كثيرا للسباحة فى عالم الماضى ..يستنشق عبيره..يتجرع حلوه ومره..تنفرج اساريره..تتجهم قسماته..ولكنه بالنهاية..يشعر كأنه ولد من جديد..
......يتبع



أحمد طايل

ليست هناك تعليقات