سعيدة باش طبجي **صَقيعُ الرُّوحِِ**

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

سعيدة باش طبجي **صَقيعُ الرُّوحِِ**

 

سعيدة باش طبجي

صَقيعُ الرُّوحِِ

مَا لِلجَوارِحِ قَد أوْدَى بِهَا الشَّوْقُ
عَفَّتْ و جَفَّتْ فَلَا وَصْلٌ و لاعِشْقُ
مَا لِلحَنَاجِرِ قَدْ أوْدَى بها شَرَقٌ
بَحَّتْ و شَحَّتْ فَلَا صَوْتٌ وَ لاحَلْقُ
مَا لِلصَّبَابَةِ أكْرَى خَفْقُ نَشْوَتِهَا
فاسْتَسْلَمَتْ كَالسَّبَايَا شَفَّها الرِّقُّ
مَا للغَمائِمِ قَد أوْدَى بهَا ظَمَأٌٌ
غاضَتْ يَنابِيعُهَا واسْتُنْزِفَ الوَدْقُ
مَا للحَمائِمِ فَرّتْ مِنْ خَمَائِلِها
و أجْدَبَ الرَّوضُ لا وَرْدٌ و لا وُرْقُ
مَا للقَوافِي غَدَتْ مِنْ بعْدِ جَذْوَتِها
َعَلَى رَصِيفِ الطَّوَى تَذْوِي و تَنْشَقُّ
مَا للأهَازِيجِ أكْرَى نَبْضُ نُوتَتِها
ما عَادَ يَعْشَقُها عُودٌ ولا رِقُّ
مَا للمَجَالِسِ قَدْ سَاحَتْ سُلَافَتُهَا
فَلَا نَدِيمٌ و لا دَنٌّ و لَا زِقُّ
ما للشَّمَائلِ فِي الأوطَانِ قَدْ نَفَقَتْ
و تاهَ فِي قفْرها الإخْلاصُ والصِّدْقُّ
ما للمَرِابِعِ قَدْ غِیلَتْ بها شِیَمٌ
أوْدَى بها بِاطلٌ و اسْتُشْهدّ الحَقُّ
مَا للمَلامِحِ في وَجْهي غَدَتْ غَبَشًا
بَيْنِي و بَيْنَ ضَبابِ العَتْمِ لَا فَرْقُ
مَا للمَرايَا إذا رَاوَدْتُها انْشَرَخَتْ
و أرجَعَتْ صُورِتِي قَدْ شَقَّها المَزْقُ
مَا للدُّرُوبِ وَ قَد بَاعَتْ مَسَالِكَها
تَاهَتْ جِهَاتِي فَلا غَرْبٌ و لا شَرْقُ
و لا جَنُوبٌ یَضُخُّ الدِّفءَ في سُبُلِي
ولا شَمَالٌ سَقاهُ النُّورُ و الوَدْقُ
خَطُّ اسْتِوائِي تَلوَّى و أنْثَنَى وَجَعًا
كَأنّهُ حَيَّةٌ قدْ شَفّها الخَنْقُ
دَلْوِي بِلَا شَطَنٍ و البٸْرُ مالِحَةٌ
في جَوْفها اسْتوْطنَ الإمْحَالُ والمَحْقُ
و غَابةُ التِّینِ و الزََیتُونِ قَدْ نَشَفَتْ
ما عَادَ يُنْعِشُها رَيٌّ و لا عََزْقُ
و الأَرْضُ وَالِهَةٌ تَجْتَرُّ مِحْنَتَها
طَعمًا مَرَارًا قَلاهُ الذَّوْقُ والنَّشْقُ
تَقْتاتُ أوْجَاعَها و الدََاءُ یَمْضُغُها
یَمُجُّها قَرََفٌ۔۔ یََغْتالُها شَنقٌ.

يَا وَيْلَتِي مِنْ صَقيعِ الرُّوحِ في وَطَنٍ
قَدْ أعْتَمَتْ مِنْ لظًى اَفاقُهُ الزُّرْقُ
و اَحْمَرّتْ الخُضْرةُ الفَيْحَاءُ مِنْ لَهَبٍ
و فِي الدَّوالِي هَوَی مِنْ عَفْنِهِ العِذْقُ ●


سعيدة باش طبجي ☆تونس

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان