سعيدة باش طبجي **صَقيعُ الرُّوحِِ**
صَقيعُ الرُّوحِِ
مَا لِلجَوارِحِ قَد أوْدَى بِهَا الشَّوْقُ
عَفَّتْ و جَفَّتْ فَلَا وَصْلٌ و لاعِشْقُ
مَا لِلحَنَاجِرِ قَدْ أوْدَى بها شَرَقٌ
بَحَّتْ و شَحَّتْ فَلَا صَوْتٌ وَ لاحَلْقُ
مَا لِلصَّبَابَةِ أكْرَى خَفْقُ نَشْوَتِهَا
فاسْتَسْلَمَتْ كَالسَّبَايَا شَفَّها الرِّقُّ
مَا للغَمائِمِ قَد أوْدَى بهَا ظَمَأٌٌ
غاضَتْ يَنابِيعُهَا واسْتُنْزِفَ الوَدْقُ
مَا للحَمائِمِ فَرّتْ مِنْ خَمَائِلِها
و أجْدَبَ الرَّوضُ لا وَرْدٌ و لا وُرْقُ
مَا للقَوافِي غَدَتْ مِنْ بعْدِ جَذْوَتِها
َعَلَى رَصِيفِ الطَّوَى تَذْوِي و تَنْشَقُّ
مَا للأهَازِيجِ أكْرَى نَبْضُ نُوتَتِها
ما عَادَ يَعْشَقُها عُودٌ ولا رِقُّ
مَا للمَجَالِسِ قَدْ سَاحَتْ سُلَافَتُهَا
فَلَا نَدِيمٌ و لا دَنٌّ و لَا زِقُّ
ما للشَّمَائلِ فِي الأوطَانِ قَدْ نَفَقَتْ
و تاهَ فِي قفْرها الإخْلاصُ والصِّدْقُّ
ما للمَرِابِعِ قَدْ غِیلَتْ بها شِیَمٌ
أوْدَى بها بِاطلٌ و اسْتُشْهدّ الحَقُّ
مَا للمَلامِحِ في وَجْهي غَدَتْ غَبَشًا
بَيْنِي و بَيْنَ ضَبابِ العَتْمِ لَا فَرْقُ
مَا للمَرايَا إذا رَاوَدْتُها انْشَرَخَتْ
و أرجَعَتْ صُورِتِي قَدْ شَقَّها المَزْقُ
مَا للدُّرُوبِ وَ قَد بَاعَتْ مَسَالِكَها
تَاهَتْ جِهَاتِي فَلا غَرْبٌ و لا شَرْقُ
و لا جَنُوبٌ یَضُخُّ الدِّفءَ في سُبُلِي
ولا شَمَالٌ سَقاهُ النُّورُ و الوَدْقُ
خَطُّ اسْتِوائِي تَلوَّى و أنْثَنَى وَجَعًا
كَأنّهُ حَيَّةٌ قدْ شَفّها الخَنْقُ
دَلْوِي بِلَا شَطَنٍ و البٸْرُ مالِحَةٌ
في جَوْفها اسْتوْطنَ الإمْحَالُ والمَحْقُ
و غَابةُ التِّینِ و الزََیتُونِ قَدْ نَشَفَتْ
ما عَادَ يُنْعِشُها رَيٌّ و لا عََزْقُ
و الأَرْضُ وَالِهَةٌ تَجْتَرُّ مِحْنَتَها
طَعمًا مَرَارًا قَلاهُ الذَّوْقُ والنَّشْقُ
تَقْتاتُ أوْجَاعَها و الدََاءُ یَمْضُغُها
یَمُجُّها قَرََفٌ۔۔ یََغْتالُها شَنقٌ.
يَا وَيْلَتِي مِنْ صَقيعِ الرُّوحِ في وَطَنٍ
قَدْ أعْتَمَتْ مِنْ لظًى اَفاقُهُ الزُّرْقُ
و اَحْمَرّتْ الخُضْرةُ الفَيْحَاءُ مِنْ لَهَبٍ
و فِي الدَّوالِي هَوَی مِنْ عَفْنِهِ العِذْقُ ●
التعليقات على الموضوع