تَنهِيدَةٌ
الحُرُّ تَقتُلُهُ خَنقًا ثَلَاثُ عُقَد:
القَهرُ وَالظُّلمُ وَالأَقسَى انهِيَارُ سَنَد
إَذَا تَنَهَّدَ حُرٌّ فَالسَّلامُ عَلَى
فُؤَادِهِ؛ صَارَ غِمدًا لِلهُمُومِ، وَيَد.
يَفنَى العَزِيزُ شَرِيفًا كَاتِمًا وَجَعًا
يَرضَى المَمَاتَ عَلَى أَن يَشتَكِي لِأَحَد
تَعَدَّدَ المَوتُ: مَوتٌ إِن أَتَى أَجَلًا،
وَمَوتُ رُوحٍ فَيَحيَا فِي الحَيَاةِ جَسَد.
فَالمَاءُ يَغدِرُ، حَتَّى الرِّيحُ خَائِنَةٌ،
وَالطِّينُ يَلبَسُ فَوقَ الوَجهِ أَلفَ بَلَد
خُذِلتُ لَكِنَّنِي بَاقٍ عَلَى قَدَمِي
مِثلُ السَّمَاءِ شُمُوخِي لَا أُرِيدُ عَمَد
إِنِ ابتَسَمتُ لَحُزنِي، كُلِّهُم حَسِبُوا
سَعَادَتِي فَرَمُونِي غَيرَةً وَحَسَد!
هَذَا الزَّمَانُ مِنَ الأَحرَارِ مُنتَقِمٌ
تَحَكَّمَ النَّذلُ فِي سُلَّامِهِ فَصَعَد!
وَحَكَّمَ الدَّهرُ أَوغَادًا؛ فَكَيفَ لَنَا
نَحنُ الكِرَامُ بِأَن نَحيَا بِغَيرِ نَكَد؟!
نَعِيشُ مِن حَولِنَا جَهلٌ وَسَيِّئَةٌ
عَمَّت، وَمَن زَرَعَ المُستَرخِصِينَ حَصَد
بِضَاعَةٌ بَخسَةٌ بَعضُ الرِّجَالِ فَهُم
نَعلٌ يَمَدُّ لِأَجلِ المَالِ أَحقَرَ خَد
لَا تَأمَنِ الفَسلَ حَتَّى لَو بَدَا حَسَنًا
وَإِن تَوَضَّى وَنَادَى رَبَّهُ وَسَجَد
يَبقَى اللَّئِيمُ لَئِيمًا يَدَّعِي شَرَفًا
وَالضَّبعُ مَهمَا تَقَوَّى لَن يَكُونَ أَسَد
«إِن غَرَّكَ الأَصلُ دَلَّ الفِعلُ» يَا وَلَدِي،
فَخُذ تَقَى اللَّه مِعيَارًا لِكُلِّ أَحَد.
دَوَّارَةٌ هَذِهِ الدُّنيَا، وَأَعجَبُهَا
أَنَّ اللَّئِيمَ تَعَافَى، وَالعَزِيزَ رَقَد!
الشامخ نايف
التعليقات على الموضوع