ابراهيم شافعي**سبعٌ عجاف **
سبعٌ عجاف
يا عينُ جودي فابكيهِ وانهمِري
من بعدِ سبعٍ ضَاعَت منَ العُمْرِ
ذنبُ الهوى أنِّي ما عرفتُ له
باباً ولا جَاءَ الحبُّ بالأمْر
كتْمُ الهوى أجْدى حينَ تجهَلُهُ
إذ حينَ ذقناهَ جاءَ بالقهرِ
العشقُ نهرٌ إن كنتَ مغتسلا
فاضرب برجلٍ إن جئتِ للنهرِ
قالت (أنا).. قد هويتُ.. ما علمتْ
أنَّ الهوى فاضحي ولا أدرِي
عشقتُ والقلبُ فيكَ مرتحِلٌ
والشوقُ مغموسٌ فيكَ بالصبرِ
أظمأتُ يومي شوقاً إلى أملي
أسرجتُ ليلي بالشِّعرِ والجمرِ
رضيتُ بالبعدِ عنكَ من زمنٍ
وصرتَ مني كالنُّورِ للبدرِ
وكنتُ أرضى ما قلتَ لي فَكِها
وأكتمُ الحبَّ عنكَ إذ أجري
والشوقُ ينمو جنبي ويسكُنُني
وضاقَ صدري بالبعدِ والهجرِ
قضيتُ سبعاً والعمرُ أرقُبهُ
يمضي بطيئاً واليومُ كالدهرِ
ويومَ قلتُ الأشواقِ تَسعِفُني
تجمَّدَت أحرفي منَ الجَهْرِ
اثنانِ كنَّا ما مسَّنا نَصَبٌ
اثنانِ عِشْنا بالشوقِ والطهرِ
قدَّ النوى مضجعي وأرهقني
وبعدَ بوحي فالنومُ لا يُغْرِي
لما التقينا قد قالها وجعاً
من ذا يثيبُ الفؤادَ بالأجرِ
لا عذرَ لي ثم قالَ معتذرا
حقٌّ عليَّ الوفاءُ بالنذرِ
لا راحةٌ في الحبِّ إنَّهُ قدرٌ
إن متُّ هجراً أو متُّ بالغدرِ
خوفي منَ الفرحِ إنَّني جَزِعٌ
إن جاءَ يوماً.. قد جاءَ بالعذرِ
أضحكُ، أم أبكي، أم أقولُ لهُ
قد بُحتُ ثمَّ اختتمتَ بالهجرِ
يعلمُ ربِّي ما كنتُ أهجرهُ
والبعدُ فينا من لعبةِ القدْرِ
لا لم ولن أنسى ما حييتُ سوى
وقتٍ مضى كالظلام في الفجرِ
التعليقات على الموضوع