أحمد مانع الركابي**(أصناف الناس)**
(أصناف الناس)
النــاسُ أصنــــــافٌ ففيــــهم فارقُ
فالبعضُ كنـــــزٌ لو إليــــــهِ ترافقُ
وتراهُ معـــــنىً للجـــــمالِ وحرفهُ
كالغيـــمِ للأفقِ الـــــبعيدِ يعــــــانقُ
وإذا تفـــــارقهُ فـــأنتَ مفـــــارقٌ
شمسا لها عند الجهاتِ مـــشارقُ
تبقــــــى تحــــنّ إلى لقــــــاهُ لأنّهُ
يبقى بذاكــــرةٍ الصــــــــداقةِ عالقُ
والبعــــضُ تشقى في مصاحبةٍ لهُ
ويــــزاحُ همٌّ لـــو إليـــــــهِ تفارقُ
وتـودّ لـــو أنّ المســـــــــافةَ بينكم
شــرقٌ وغــــربٌ والجبالُ عــوائقُ
أخلاقــــــهُ كاللــــيلِ لا صــبحا بها
ويروغُ حيــنَ تغيــــبُ ثمّ ينـــــافقُ
لا شيءَ غيــــــــر الحقدِ يمـلأُ قلبهُ
وكما الغــــــرابِ بكــلّ شرٍّ ناعقُ
فاحـــــذرْ مـــــرافقةَ القبـــيحِ فإنّها
كالنـــــــارِ منها قد تثـــــارُ حرائقُ
ولو الجمال يكـــــونُ شخصا حاكما
ولحكــــــــمهِ هذي الحيـــاةُ تصادقُ
لم يبقِ منــــــــهم في الحــــــياةِ بقيةً
ولأصبحتْ فيــــــــــهم تغــصُّ مشانقُ
حتى إذا نـــــــــــــادوهُ رفقكَ إنّنا ...
قال اخسؤوا فالكلّ فيها زاهــــــــــــقُ
ياليتَ بيــــــــني والـــــــــذين أحبـّهم
جسرا , به طــــــــولُ المــــسيرِ دقائقُ
لعبـــــــرتُ في كـــــلّ مساءٍ نحوهم
كيــــــــــــما يعلّلنا حديثٌ رائـــــــقُ
التعليقات على الموضوع