أحمد طايل**..تجريف ذاكرة..4.. رواية.**
..تجريف ذاكرة...4 .. رواية
(4)
...4.....
..منذ طفولته والكل يقر ويعترف بأنه مميز وبه ذكاء متقد..بل ان امه قالت مرات لا يعرف عددها..انه من طفولته حتى وهو رضيع حتى لحظات بكاؤة لا يهدأ ولا يكف عن البكاء الا حين يلتف حوله اخوته الصغار الكل يفعل ما يسترعى انتباهه..حينما بلغ سنوات الادراك والتمييز..مارس قيادته على الصغار..كان يجمعهم كانهم بطابور الصباح..منهم من يكبره بسنوات..يوزع عليهم ادوارهم ..منهم من يكلفه باللعب بفريقة..كره قدم.شد حبل..مصارعة..ومنهم من يصاحبه بالتسلل بالحدائق التى تملأ ربوع القرية..ومنهم من يكلفه بقذف قراطيس معبأة بالتراب على اخريين ومنهم صاحب الكتاب..الذى نال من عصاه الكثير..فهو كثير الشغب.رغم اعتراف الشيخ بنبوغه..وعندما اشتد عوده شارك امه بالعمل بالحقول رغم رفضها مطالبة له بالتفرغ لتعليمة..الرفض الدائم كان رده عليها..هو لديه الاحساس بمدى معاناتها..هو.مختلف عن شقيقة الاكبر..شقيقة لأهم له إلا الاستذكار..والهدوء ..لا يحب الاختلاط..الغريب أن اصحاب الحقول كانوا يحددون له مساحة للعمل عليه انجازها ليومه..ولكنه يفاجئهم انه تنتهى منها بساعات..صار مسموعا..وصار اسمه على كل الشفاه..صلاح فريرة..اقترب من مجالس الكبار..يستمع إلى حكاياتهم..وإلى نزقهم..والى حكمتهم احيانا..من اجره الذى كان يدخره اقدم على التجاره..هناك .مزراعين لحاجاتهم يبعون محاصليهم وهى مازالت منزرعة بسعر اقل..اقدم على شراء محصول عده افدنه منزرعة بصلا....وكان العائد من بيعها اكبر من خيالة..رغم صغر السن إلا أنه وسبحان الله..كان منظم ومرتب..ينهض باكرا..يغتسل..يصلى..لا يسهو عن اى صلاة..هكذا كان حرص الام..على الصلاة وعلى تعلم القرآن الكريم..ثم الذهاب للمدرسة..ينصت بصمت وبانتباه..يندفع احيانا إلى نقاش مع مدرسيه حول بعض امور لم يستوعبها..تعتريهم الدهشة..فهو يسأل عن امور تفوق عمره..لا يغادر المدرسة إلا بعد إنهاء واجباته.فلا وقت لديه ..كان نابها بكل المواد..اذا سئل أجاب باستفاضه بل ويسترسل ويحدد رقم الصفحة ورقم السطر.مع مرور الأيام صار هو.واخوته محط الانظار..هم الاوائل.دوما..اهل القرية يحثون اولادهم بالتقارب معهم..والسير بمحازاتهم وتقليدهم..صارت هناك عبارة تتنقل على الشفاه...المعاناة والألم تخلق انسانا ناجحا ..العقل يتوقد ويتوهج مع شظف العيش..وهذه حقيقة تثبتها آلاف النماذج بكل الربوع والأماكن..الرفاهية كثيرا ما تكون سالبة للطموح والإرادة..
.هو يهرول للبيت..يتناول سريعا وبهرولة بعض لقيمات..يخرج سريعا..إلى حيث تأخذه قدماه..عند نجار تجده..عند ميكانيكى تجده...عند بقال تجده..عند حلاق تجده..سريع التعلم..اتقن كل المهن..كان يجيد قراءة الوجوه..اطلقوا عليه..رجل لكل الازمان..لكل الظروف..يجمع كل التناقضات..الهدوء..الغضب..الرزانة..الجنون..الحكمة..والنزق...الضحكة والعبوس..فيما بعد قال..ان البشر اماكن مغلقة ولكل منها مفتاحه..ولكل تكون ذو حيثيه..امتلك المفاتيح..لتمتلك مقدرات وحياة من تتعامل معه....كان طوال دراسته الابتدائية الاول..همس لنفسه دوما..دوما سوف اكون الاول..
التعليقات على الموضوع