زهير ابن سكران المشهداني**أموت فيك شوقا**
أموت فيك شوقا
منّي إلى ذاك الحبيب تحية
وخفوق قلبٍ ملؤهُ حوّاءُ
وأنين لوعٍ في الحشا قد هدّني
وأذاب نوحي الصّخرة الصّمّاءُ
حتى تهاوى من عيوني دمعها
فالشعر عندي لوعةٌ وبكاء
أمسيت بعد العشق صبّاً شاعرا
وعلى حروفي يندب الشعراءُ
يا من سلبتِ القلب منّي عنوة
يرنو فؤاد الصبّ منكِ لقاءُ
يا ويح ذاك القلب كم ودّاً لكم
يخفي وكم في نبضه أنباءُ
الصّمت أضحى بلوتي في حبّكم
حتى غدا قلبٌ لنا أشلاءُ
وتربّعت في سفح قلبي واعتلت
وتملكت في داخلي الأجواءُ
يا مهجتي يا بلوتي يا لوعة
جالت بقلبي كم لها أصداءُ
وتخضبت بالهمّ نفسي وانطوت
ما مرَّ ليلي بعدهم أضواءُ
أشتاقها.. والله إنّي مولعٌ
مثل اليتيم وجفنه البكّاءُ
يا حرَّ جمري في حنايا أضلعي
قد نابني في صمتكم إعياءُ
والله ما كان الفراق بخاطري
بعض النّوى للعاشقين وفاءُ
يبقى ودادي في فؤادي سرّهُ
حتى وإن أعيت بيَ الأحشاءُ
الحبّ يسمو بالقلوب وإن بكت
بعض القلوب محبّة وعطاءُ
ما كلّ من رام المحبّة نالها
إنّ الصّبابة رونقٌ وحياءُ
العشق يجلي القلب من أدرانه
يسمو ولم يقربْ له الإغواءُ
والشّعر أضحى في هواكِ منصّتي
أشدو بها حبّاً لكم إلقاءُ
ما همّني قول العذول بلوعتي
الصّبّ يرقى لوعة وشقاءُ
هذي حروفي من لظى نيرانهم
قد زان حرفي روعة وبهاءُ..
التعليقات على الموضوع