بانت من الشباكِ تنظرُ خِلسَةً
و تُراقبُ الحركاتِ داخلَ غرفتي
كالظبيِ ترقبُ تارةً في طرفها
مستورةَ العينينِ خَلفَ السُترَةِ
ظَنَّت بأنِّي غافلٌ بهوايتي
بكتابةٍ أو بينَ حِبكةِ قِـصَّةِ
لا تعلمُ المكرَ الذي أخفيتهُ
ذئبٌ يُمَنِّي قلبـهُ في ظبـيَةِ
إنِّي لأعرفها و أعرفُ بانها
بيضاءُ صهباءٌ بشربِ الحُمـرَةِ
كحلاءُ مقلتـها كفُصِّ عقيقةٍ
مـعسولةُ العينينِ لونُ المقلةِ
و الشَعرُ مالَ سُدولهُ في صِبـغَةٍ
كالبُنِّ مَفتوحاً لِميلِ الـحِنَّـةِ
و الوجهُ كُلثومٌ كما تـفاحةٍ
ممهورةِ الخدينِ ختمَ الـرصعةِ
ما جلَّ بالموصوفِ قصدَ و صيفهِ
أو زادَ حتى أن تُرى بالمـقلةِ
فالعينُ أمضى من قصيدةِ مغرمٍ
تغنيهِ عن أبياتهِ في نظـرةِ
أحسَستُ في قلـبٍ يميلُ بلهفةٍ
فينا بحبٍّ من مرامي الشرفةِ
لا تعجبنَّ غزالةً قد رامها
سهمٌ لذئبٍ في نهودٍ طُرَّةِ
إنَّ الغرامَ إذا ترامت روحهُ
بينَ الوحوشِ تمايلت للصُحبةِ
كيف الحبيبُ إذا أطلَّ بروحهِ
عَرِفَ المتيَّمُ نصفهُ بالفطرةِ
مازالَ قلبُ الـذئبِ يرقبُ نصفهُ
حتى ينالَ الظفرَ عندَ الخلوةِ
التعليقات على الموضوع