لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

سَـأَرحَـل ..

عَـلامَ الـدَّهــرُ يُـفــرِطُ فِـي نِـكَـالِــي؟

كَـأَنِّـي الْـخَـصـمُ فِـي سَــاحِ الـنِّـــزَالِ

سَــعَـى نَــحــوِي بِــكَــيــدٍ وَازدَرَانِــي

فَــعَـــكَّـــرَ مِــن أَسَــاهُ هُــدُوءَ بَــالِـي

سَــئِــمــتُ مِــنَ انـتِـزَاحٍ هَدَّ جِـسْـمي

فَـمَـا لَـكَ أَيُّــهَــا الْـخَـاسِــي وَمَــالِــي

فَـكَـمْ أَرهَــقــتَ مِـن بَــلــوَاكَ رُوحِـي

بِــنَــازِلَـةٍ تَــفُــوقُ عَـلَى احــتِــمَـالِــي

وَأَفــنَــيـتُ الـشَّــبــابَ وَجُــلَّ عُـمـرِي

أُعَــانِــي مِــن طَــوارِقِــكَ الــثُّـــقَــالِ

أَيَــا صِــرفَ الــزَّمَــانِ إلَــيْــكَ عَــنِّـي

فَـشَـمــسُ الْـعَــمْـــرِ مَـالَــتْ لِـلــزَّوَالِ

أَعَـــاذِلُ إِنَّ كَـــيــدَكَ قَــد سَــقَــانِــي

بِــكَــأسٍ يَـحــتَــوِي سُـــمَّ الــصِّــلَالِ

مَــنَــحــتُــكَ كُـــلَّ وِدٍّ فِـــي فُـــؤَادِي

وَأَنــتَ تَــسُــومُــنِــي شَــــرَّ الْــوَبَــالِ

سَـأَرحَـلُ عَـن دِيَـــارٍ لَــيـسَ فِــيـــهَـا

سِــوَى الـتَّــثْـرِيـبِ مِـن قِــيـلٍ وَقَــالِ

فَــلَا ضَــيـــرٌ أَدِيـــمُ الْأَرضِ رَحْـــــبٌ

إِذَا سُـــدَّ الْـجَــنُــوبُ، فَـلِـلـشِّــــمَـــالِ

وَلَــو يُـدهِــيـكَ فِــي الْأَوطَــانِ بَـأسٌ

تَــجــنَّـــبْ مَـا تَـــوَلَّــــدَ مِــن كِــــلَالِ

وَأَعــرِضْ عَــن دِيَـــارٍ لَــيــسَ فِــيـهَـا

اكْــتِـفَــاءُ الـنَّــفْــسِ مِـن رِزقٍ حَــلَالِ

وكُــــــدَّ وَرَاءَ رِزقِـــــــكَ دُونَ كَــــــلٍّ

فَـأَرضُ الــلَّــهِ وَاسِـــعــةُ الْــمَــجَـــالِ

دَحَــاهَـــا رَبُّـــنَــا سُـــبُــلًا فِــجَــاجًــا

وَفِــي أَربَـــاضِـــهَــا رِيــــمُ الْــغَـــزَالِ

تَـلَــقَّــانِــي بِــهَــا صَـــدرٌ رَحِــــيــــبٌ

كَــمَــا الْآفَــــاقِ تَـحــفَـــلُ بِـالْــهِــلَالِ

وَأنَّــى حَـــطَّـــتِ الْأَظْـــعَـــانُ رَحْــلًا

بِـــهِ تَــغْــنَــمْ مَـــعَـــاشًــا لِـلــرِّجَـــالِ

فَــحَـــاذِرْ أَنْ تُــقــيــمَ بِـإرضِ قَــــومٍ

إِذا عَـــانَـــيــتَ مِـــن إِعْــسَـارِ حَـــالِ

فَــمَــا جَـدوَاكَ فِــي وَطَــنٍ تَـفَــشَّــى

بِـــهِ الْإِمــــلَاقُ فَــارحَـــلْ لَا تُـــبَـــالِ

رَسُــولُ الـلـَّــهِ هـاجَــرَ عَـن قُــرَيــشٍ

وَلَــمْ يَـأبَــه بِــحَــادِثَــةِ الـلَّـــيَــالِـــي

وَإِنْ خِـفـتَ الْجَـسَـارَةَ سَـوفَ تَـبـقَـى

بِــأَدنَـى حُـــظــوَةٍ وَتَــعِــيــسِ فَـــالِ

عَــبَــرتُ مَــنَــاكِــبَ الْـبَــيــدَاءِ حَـتَّى

شَـكَـت إِعــيَــاءَ هِــجـرَتِــنَـا رِحَـالِــي

وَخُـضـتُ الْـبَـحـرَ لَا أَخـشَـى عُــبَــابًـا

كَـمَـن يَــسـعَــى حَــثِـيـثًـا لِـلـمُــحَـالِ

أَيَـا رِيــحَ الـصَّـــبَـا بَــلِّــغْ سَـــلَامِـــي

إِلَـــى أَهــلِــي وَجِـــيـــرَانِـــي وَآلِـــي

وَأَخـبِــرهُــمْ بِـأَنِّــي فِــي اشــتِــيَــاقٍ

وَتَـــحــنَــانٍ، لِأَيَّــامِــي الْـخَـــوَالِــــي

تَـحِــنُّ إِلَــيْـكَ رَوْحِــي مِـن بَــعِــيـــدٍ

أَيَــا وَطَـــــنٌ تَـــكَــــلَّـــلَ بِــالَّـــلَآلِــي

أَتُــوقُ إِلَـــى دِيَــــارٍ عِــشــتُ فِـيـهَــا

يَـهِــيــمُ بِـفَـيءِ سُــرْحَـتِـهَـا خَـيَـالِــي

تُـنَـاجِــيــنِـي كَــطَــيــفٍ فِــي رُقَـادِي

تُــلِــــحُّ عَــلَــيَّ دَومًــــا بِـالــسُّـــــؤَالِ

عَــــلَامَ تَــركْــتَـــنَــا مِــن دُونِ أَهـــلٍ

فَـقُـلْـتُ : الْـعُـسْـرُ مِـرْسَـالُ ارتِـحَـالِي

أَتَـذكُــرُ يَـا نَـسِـيـمُ مَـتَى افـتَـرَقـنَـا ؟

عَـلَــى شَــــطٍّ تَــغَــــطَّـى بِـالــرِّمَـــالِ

إِلَــهِــي فَــــرِّجِ الْــكُـــرُبَـــاتِ عَـــنِّــي

أَقِـــمْ لِـــي حُـــجَّـــةً يَــومَ الـسُّــؤَالِ

هيثم محمد النسور