رسالة إلى أبي تمام...الشاعر حسن منصور

رسالة إلى أبي تمام...الشاعر حسن منصور


رسالة إلى أبي تمام

============—————- الشاعر حسن منصور *********** مِـنْ فــؤادي مَـضى إلـيــكَ نِـداءُ || هـــــوَ مـــنّي تـحِــــيَّـــةٌ وَدُعــاءُ يـا أبا تَمّــامّ (الحَــبـيـبَ) ســـلامٌ || لــكَ مـنّي، وَلا طَــــواكَ فـــــنـاءُ! لسْتُ أدْري أأنْتَ تسْمَعُ صَـوْتي || أمْ سَيُقصيكَ عنْ سَماعي الجَـفـاء أنتَ باقٍ بِـذِكْــرِكَ الحَـيِّ فــيــنـا || نِعْــمَ ذِكْـراكَ بَلْ ونِعْــــمَ البَـقـــاء يا إمـامَ المُـجَــدّديـنَ الـقـــوافــي || أنتَ مَـنْ سـارَ خَــلْـفَـهُ الحُـكَـمـاء لسْـتَ في حـاجَـةِ الثَّـنـاءِ ولكــنْ || عـنـدَ ذِكْــراكَ يَسْتـفـيــقُ الـثّــنـاء أنتَ مَنْ وَلَّـدَ المَعـاني شُـمـوسـاً || شَعَّ مِـنْها السَّنا وَعَـــمَّ الضِّـيــــاء ما تَنـكَّـرْتَ لـلأصالَــةِ يَــوْمــــاً || بلْ أطـاعَـــتْـكَ أحْـــرُفٌ غَــــرّاء دَوْحَةُ الشّعْرِ أيْنَعَتْ في حِماكُـمْ || وهْـيَ جَـزْلٌ بِنـاؤُهـــا فَــرْعـــاء قيلَ لي أنَّ حُـزْنَـكَ الـيَوْمَ طــاغٍ || إذْ تَـناهَـــتْ لِسَمْـعِــكَ الأنْـبــــاء عَــنْ كـلامٍ مُـلَـفَّـــقٍ وَهَـجــيــنٍ || زَعَـمــوا أنّـهُ الـقـريضُ السَّــواء لمْ تُطِـقْهُ وَلمْ تُطِـقْ مَنْ فَــــرَوْهُ || وَادَّعَـــوْا أنّهُـــمْ هُــــمُ الشّعــراء ولهُمْ في كُلِّ المَـواسِمِ عُـــرْسٌ || ولـهُــــمْ مِــزْمـــارٌ بِـــهِ وَغِـــنـاء وَنَراهُمْ تَكاثَروا في الـنّـوادي || وَعَـلــيْـهِــمْ قـد أقـبَـلَ الغَـــوْغــاء يَزعُمونَ التّجديدَ شَكلاً وَمَعْنى || كَـــذَبـوا في ادّعــائِهِــمْ وَأَسـاءوا نَحَّوِا النَّحْوَ جانِباً، صَرَفوا الصَّــــرْفَ فَـضَلّـوا وَشاعَـتِ الأخْـطـاء نَفَوُا الوَزْنَ، والتفاعــيلُ غـابَتْ || في نُـثــارٍ هُـوَ الغُــــثاءُ الغُـــثاء وَاخْتَفى العقْلُ بِاخْتِفاءِ المَعـاني || فَـالمَـضامــينُ مُـنْـكَــرٌ وَهُـــــذاء لُغَةُ الضّادِ أصْبَحَتْ في اغْتِرابٍ|| في حِــماهـا إذْ عَــقَّـــها الأبْـنـاء ************ إنَّني جِـئْـتُ شاكِـياً مــا أَسـاءوا || فَهُــمُ الخــاطِــئـونَ وَالغُـــرَمــاء وَأنـا في حَـقــيـقَــةِ الأَمْـــرِ آتٍ || مِــنْ زَمــانٍ يَعُــمُّ فــيه الـــبَلاء مِـنْ زَمــانٍ تَغَــرَّبَ الحُــرُّ فيه || إنَّـنـــا في بُـيــوتِـــنـا غُـــرَبــاء مِـنْ زَمانٍ فـيه الهًـوِيَّةُ غـامَــتْ || وَتَلاشَـتْ نُجــومُهـا الــزَّهْـــراء عَرَبٌ نَحْنُ أمْ خَـليـطُ شُـعــوبٍ || ليسَ فــيهـا أصـــالَـةٌ وَانْـتِــمــاء نَقْـتَـدي بِالغُـــزاةِ في كُلِّ شَيْءٍ || مُـتَــنــاســيـنَ أَنَّـهُـــــمْ أَعْـــــداء في زَمـانٍ تَسـودُ فــيه الـدَّنـايـا || وَالـبَغــايـا وَالــدّونُ وَالـلُّـقَــطـاء كلُّ شَيءٍ مُـهَــجَّــنٌ وَبِـوَجْـــهٍ || فـيهِ تَبْـدو المَــلامِــحُ الشَّــوْهـــاء فَهَلِ الشِّعْرُ وَحْدَهُ سَوْفَ يَبْــقى || سـالِــمــاً لا تَـطــــالُـــهُ الأَرْزاء؟! أصْبَحَ الشّعْرُ صَنْعًة أَخْـجَـلَتْـنا || عِـنْدَمــا ساسَ أمْــرَها السُّـفَـهــاء وَالقَــوافـي تَسـيرُ دونَ اتِّــزانٍ || مُـنْـذُ أَنْ قــادَ رَكْـبَهـا الأَدْعِــيــاء رُغْمَ هذا فَـنَحْنُ لَسْنا ضِعــافــاً || نَحْــنُ جُـنْـدُ المَعـارِكِ الأوْفِــيـاء نَتَحَدّى كُلَّ الصَّعـالـيـكِ جَهْــراً || بِـبَــيــــانٍ لَـــهُ سَـــنىً وَسَـــنـاء وَلَنا في (الكِتابِ) خَــيْرُ مَــلاذٍ || وَحَـديثُ (الحَبيـبِ) فيهِ اقْــتِداء وَبِنورِ الحَقِّ المُـبينِ سَنَـمْـضي || لا نُــبـالي مـا تَـفْـعَـلُ الـدَّهْــمـاء كُلُّ صَقْرٍ يَرْتادُ أعْلى الأَعـالي || ثُــمَّ تُــؤْويـهِ الـقِــمَّــــةُ الشَّــمّـاء مِنْ عُلُوٍّ يَرى الدُّروبَ جَمـيعــاً || ثُـمَّ يَخْــتـارُ مــا يَـرى وَيَـشـــاء وَصُقورُ الرِّجـالِ أحْرى بِـهـذا || هُـمْ غَــيارى عَلى الحِمى أُمَــناء ************************************************************

الشاعر حسن منصور

ليست هناك تعليقات