الفاتحة ...شعر د. سرجون كرم
الفاتحة
تخيّل أنّ في عالم الشعر قرآنا كذلك، باطنٌ يلدُ باطنًا يفسّر باطِنًا وباطنٌ يؤوّل باطنًا. تخيّل أنّك تجمع آية من السورة التاسعة والخمسين إلى آية في السورة السابعة والخمسين تقرأهما ستًا وستين مرّة وتفتح بسبعة حروفٍ وتدخل وترى الشعر ثلاث فراشات زرقاء يقذفها بهلوان وينفخها نارًا كلما هوت في يديه، وترى الشعر طفل لوتس أبيض مشتعلاً ينام على ماء أخضر، وترى نفسك ثقب بركار بين أربعة أبراج، برج تحبّ فيه نفسك وبرج تخاف فيه من نفسك وبرج تؤلّه فيه نفسك وبرج كي تتذكّر من نساهم الناس نائمين أو ميّتين في محطات القطار. تخيّل يأتي من يقول أني على مشارف أن أخترع هكذا كتاب وحين أفتحه سترى كم أنا شاهقٌ تارة وكم وضيع تارة أخرى، ولكنّني في الحالين أكبرُ. تخيّل أنّك تحمل حرف الألف عصا كلما ارتطم بالارض تناثرت الحروف نوارس فوق نهر مسائيّ. تخيّل حين يموت الشاعر يأتيه الملكان، فيقول لهما: القرآن كتابي فيبتسمان ويخرجان كلّ منهما يؤوّل النور باطنًا يلد باطنًا يراهُ كما هو يراهُ.
التعليقات على الموضوع