أيامَن رأى لي غزالا توارى....عبدالناصر عليوي العبيدي
أيامَن رأى لي غزالا توارى
أيامَن رأى لي غزالا توارى
سبى لي فؤادي جِهارا نهارا
رماني صريعا بطرفة عين
أصاب شغافي .. ومن ثم سارا
تبدّى بدربي بغير انتظار
ومِنْ بعدُ أمسى زماني انتظارا
تبسّمَ فافترَّ عِقْدَ جُمانٍ
بثَغْرٍ كقوسِ الهلالِ اِسْتَدَارا
فلمّا رأيتُ ملاكاً تَهَادى
كأنّ الفؤادَ من الصدرِ طارا
ففجَّرَ فيَّ براكينَ شوقٍ
وفي الجوفِ ناراً تزيدُ اِستعارا
فقلتُ لعمري سأبقى حصيفا
وأحفظُ - رغم عذابي - الوقارا
ولكنَّ سحرَالغرامِ تمادى
وطبْعُ الغرائزِِ في النفسِ ثارا
هَمَمْتُ لأقطفَ زهرَ الروابي
وألثمُ ثغراً به الشَّهْدُ فارا
وأعْصِرُ سُمْرَ الشفاه نبيذا
وبعد الهزائم أجْنِي انتصارا
فراحَتْ يداي تطوّقُ جيداً
فيَهْرُبُ منّي يريدُ اعتذارا
ورحْتُ أحدّقُ في مقلتيهِ
وعن وجنتيهِ نَزَعْتُ الخِمَارا
ورُودُ الأقاحي عَلَتْ وجنتيهِ
فزَالَ البياضُ وزادَ احْمِرارا
كدورقِ عطرٍ نقيٌ شَفِيفٌ
فبتُّ أخافُ عليه اِنكسارا
وآياتُ ربي به معجزاتٌ
فتهفو القلوبُ إليهِ أسارى
التعليقات على الموضوع