الطبيب الغامض.... قصة بقلم م محمود زكى على

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

الطبيب الغامض.... قصة بقلم م محمود زكى على

 

الطبيب الغامض.... قصة  بقلم  م محمود زكى على

الطبيب الغامض: قصة شيقة ومثيرة.....

من : (الفصل الأول) إلى (الفصل الثامن)
بقلم : م/محمود زكى على
أتمنى أن تنال إعجابكم
الفصل الأول: مرض نادر
الزمان: القرن الحادي عشر
المكان: قصر سلطان البلاد
كانت الشمس قد غربت عندما دخل الملك (علام) سلطان البلاد غرفة ابنه المريض ولما دخل نهضت زوجته الملكة (نورا) وجففت دموعها وقالت:
- أهلا بك يا مولاي..تفضل.
سألها (علام) :
- كيف حالك يا (نورا ) وحال ولدنا (يحيي) ؟
قالت الملكة:
- أنا بخير يا مولاي ولكن...
وتوقفت فجأة عن الكلام وبدا أنها تقاوم دموعها في قوة ثم قالت:
- ولكن (يحيي) يا مولاي...صحته تتدهور باستمرار ..!!
سألها (علام) في قلق :
- كيف حدث هذا؟ لقد كان بصحة جيدة منذ يومين...ما الذي
حدث؟
قالت الملكة:
- مولاي السلطان..لست ادري ما الذي حدث...لقد فوجئت به
يمسك رأسه ويتألم ويئن..!!
سألها:
- ولماذا لم يتم استدعاء طبيب القصر؟
قال الملكة في سرعة:
- لقد أرسلت في استدعائه و..
ارتفعت صوت طرقات على باب الغرفة ودخل الحارس (عثمان) وقال:
- مولاي السلطان...لقد حضر الطبيب
قال السلطان:
- ادخله على الفور .
دخل طبيب القصر وهو يقول:
- السلام على سلطان البلاد ورحمة الله وبركاته..
قال له السلطان:
- وعليكم السلام ...مرحبا بك يا (سلمان )
قال الطبيب:
- هل يسمح لي مولاي بفحص ولى العهد لكي أطمئنه عليه؟
أشار إليه السلطان بالموافقة فتقدم الطبيب لفحص ولى العهد...
قال له السلطان:
- اعلم يا (سلمان) اننى سأمنحك ألف قطعة ذهبيه لو نجحت
في شفائه..
قال له (سلمان):
- إن الشافي هو الله يا مولاي ...
قال السلطان في خشوع:
- ونعم بالله...
قال (سلمان) :
- سوف ابذل قصارى جهدي يا مولاي
واتجه لفحص المريض في سرعة وبدا عليه القلق...وبدت حبيبات العرق تحتشد على وجهه ثم رفع عينة إلى السلطان في صمت دون إن يتحدث فسأله السلطان:
- ماذا هناك يا (سلمان) ؟
صمت الطبيب بضع لحظات ليرتب كلماته فسأله السلطان :
- ماذا هناك يا (سلمان)؟
قال (سلمان):
- مرض نادر عجيب يا مولاي..لم أره من قبل...انظر معي يا
مولاي..هناك قطرات من العرق حول الشفتان والعينان مع
رعشة عجيبة ..لم أر ذلك من قبل..!!
التمعت دموع حبيسة في عيون السلطان والملكة وسأله السلطان:
- أليس لهذا المرض علاج يا (سلمان) ؟
خفض الطبيب عينية وقال:
- ليس حسب علمي يا مولاي..اننى أرى أن حالته تتدهور
حتى إني أتوقع أنه....
لم يكمل الطبيب عبارته...!!
ولكن السلطان فهم..
وانتفض قلبه في قوة..!!
وبمنتهى العنف...!!
***
الفصل الثاني: الوزير
((مولاي السلطان...))
كان السلطان جالسا على عرشه فاعتدل وقال لمحدثه:
- ادخل أيها الوزير...
قال الوزير:
- لقد بعثت في طلبي يا مولاي..خيرا؟
قال السلطان:
- خيرا إن شاء الله..أريد منك أن ترسل مناديا ينادى في البلاد
يسأل عن أمهر الأطباء ...لعلاج ولدى (يحيي) ولى
عهدي..وأعلن عن مكافأة ماليه قدرها ألف قطعة ذهبية لمن
ينجح في علاجه..
قال الوزير:
- ولكن يا مولاي.. هذا سوف يخبر أعداؤنا بوجود نقطة
ضعف ..وربما تسلل إلينا احدهم بصفته طبيب و....
قاطعه السلطان (علام) قائلا :
- لا تكمل يا (عدنان) ..لا تكمل.
سأله (عدنان):
- إذن ماذا سنفعل يا مولاي؟
سأله السلطان (علام):
- هل لديك حل آخر يا (عدنان) للبحث عن الطبيب الماهر؟
أجابه الوزير (عدنان) :
- نعم يا مولاي...هناك حل آمن وبدون أي مخاطر..
سأله السلطان (علام) :
- وما هو يا (عدنان) ؟
قال (عدنان):
- أن أبحث عن هذا الطبيب ...بنفسي يا مولاي.
قال له السلطان:
- بنفسك يا (عدنان)؟
أجابه (عدنان) :
- نعم... بنفسي يا مولاي
سأله السلطان:
- كيف ستفعلها ..؟ وكل الناس تعرف انك وزيري الأول وربما
سعى احدهم لإيذائك؟
قال الوزير:
- حياتي فداء لك ولولدك يا مولاي..
قال له السلطان في امتنان:
- لن انسي لك هذا الجميل يا (عدنان).
قال الوزير (عدنان) :
- لست انتظر شكرا يا مولاي...كل ما أريده هو رضاؤك عنى.
قال له السلطان:
- اننى راضيا عنك يا (عدنان)
قال له (عدنان) :
- اسمح لي بالانصراف يا مولاي..
أشار له السلطان (علام) بالانصراف وأخذ يفكر..
ترى لماذا يجازف الوزير بنفسه في أمر كهذا؟
وهل ينجح في مهمته؟!!
هل؟!!
هل؟!!
***
الفصل الثالث: منطقة الجبل
كانت المهمة هذه المرة دقيقة للغاية..
يجب على الوزير (عدنان) أن يبحث عن طبيب ماهر ويحضره للقصر ..
ولكن أين يجده؟
أين؟
أين؟
ارتدى الوزير ثيابا عادية وكلف ثلاثة من أخلص رجاله لحمايته ولكن دون أن يشعر بهم أحد وبدأ عملية البحث..
بدأ عدنان يسأل كل من يراه من المارة عن طبيب ماهر حتى أجابه أحدهم ذات مرة:
- اسمع يا أخي..إذا أردت إن تعثر على طبيب ماهر لعلاج
مريضك فعليك بالبحث في منطقة بعيده تدعى الجبل...لقد
سمعت عن طبيب ماهر هناك...
بدأ (عدنان) يسأل عن هذه المنطقة كل من يلقاه فلم يسبق له أن ذهب إليها وهى بعيده عن قصر الملك ..
وصل (عدنان) إلى منطقة الجبل بعد مجهود كبير فقد كانت في منطقة نائية ..
طرق (عدنان) احد أبواب منازل هذه المنطقة ففتح له احدهم الباب وسأله:
- من أنت؟ وماذا تريد؟
قال له الوزير:
- اسمي (صقر) ..ضيف جاء من مكان بعيد..
قال له صاحب المنزل:
- أهلا بك ومرحبا...تفضل بالدخول.
دخل الوزير إلى المنزل وجلس في غرفة الجلوس على أريكة مريحة حتى حضر صاحب المنزل وعلى يديه صينية فيها ما لذ وطاب من الطعام ثم سأله صاحب المنزل:
- من أي البلاد أنت؟
قال له الوزير:
- من بلاد بعيده ولى هنا غرض أبحث عنه..
قال له صاحب المنزل وكان يدعى (بركات) :
- عن ماذا تبحث؟
قال له الوزير:
- ولدى مريض..وقد تعبت في البحث عن طبيب ماهر لكي
يعالجه..فأشار إلى احدهم انه يوجد هنا في هذه المنطقة
طبيب ماهر فجئت ابحث عنه..
قال له (بركات) :
- نعم ..يوجد هنا طبيب ماهر...أكمل طعامك ثم نذهب سويا
للقائه.
تناول الوزير الطعام ثم خرج مع مضيفه ..
وبعد أن سار الاثنان سويا لمسافة كبيرة شاهد الوزير تجمع بعض الناس وكأن هناك سباقا ما..
فطلب من مضيفه التوقف ليرى ماذا يفعلون..!!
كان هناك متسابقان يجريان في سرعة ويعبران بعض الحواجز ..
وفجأة سقط احد المتسابقان أرضا وهو يصرخ في الم ..
كان من الواضح أن قدمه قد التوت في شده...
ثم لاحظ الوزير أن احد المشاهدين تقدم نحو المتسابق وهو يخفى وجهه وفى يده شيء ما..
ثم قام هذا الشخص بدهان قدم المتسابق بماده كان يحملها مع الضغط على قدمه بطريقة عجيبة..!!
شعر المتسابق بالراحة ونهض وأكمل السباق حيث كان ينتظره المتسابق الآخر ...
كان هذا أمرا عجيبا أيضا بالنسبة للوزير...
فلم يهتم المتسابق الآخر بالفوز بقدر ما كان مهتما بسلامة زميله..
بدأ الوزير (عدنان) يتابع ذلك الطبيب الغامض..
هنا قال (بركات):
- أتركك الآن يا ضيفي العزيز...فقد وصلت لهدفك..!!
وبالفعل تركه بركات وانصرف لحال سبيله في حين اخذ الوزير يتابع ذلك الطبيب وهو يبتعد عن الساحة..
ويبتعد..!!
ويبتعد..!!
***
- هل يتمكن الوزير من إقناع الطبيب بهدفه؟
- هل يتمكن الطبيب الغامض من علاج الأمير (يحيي)؟
- ما هي قصة ذلك الطبيب؟!!
تابعونا....
الفصل الرابع: الطبيب
كان الوزير (عدنان) يتحرك وراء ذلك الطبيب الغامض ليعرف عنوانه ...ومن بعيد يراقبه رجاله لحمايته..
وفجأة توقف ذلك الطبيب...
يبدو أنه شعر أن هناك من يراقبه...!!
ولكن الوزير (عدنان) لم يتوقف بل توجه نحوه مباشرة وسأله:
- هل لك أن تساعد مريضا..ولك كل ما تطلب...؟!!
نظر إليه ذلك الطبيب وهو يخفى وجهه بلثام ولا يبدو منه سوى عيناه وقال له:
- ومن أدراك أنني طبيب؟
قال له (عدنان) :
- لقد شاهدتك وأنت تعالج قدم ذلك المتسابق وشاهدته
ينهض ويستكمل ذلك السباق..!!
سأله الطبيب:
- هل لي أن أعرف إلى من أتحدث؟
قال له الوزير:
- وهل هذا ضروري لتقوم بعملك؟!!
قال له الطبيب:
- كلا...أين مريضك؟
قال له الوزير:
- احتاجك أن تذهب معي إليه...!!
قال له الطبيب:
- إلى أين؟
سأله الوزير:
- هل هذا مهم لك أيضا؟
قال له الطبيب:
- نعم...يجب أن أعرف إلى أين أتحرك..
سأله الوزير:
- وإن لم أخبرك؟
قال له الطبيب:
- في هذه الحالة ...يتعين عليك إن تحضر مريضك إلى هنا...!!
قال له الوزير:
- هذا صعب للغاية..
قال له الطبيب:
- يتبقى إذن خيار واحد فقط..
سأله الوزير:
- وما هو؟
قال له الطبيب:
- تعطيني العنوان وأذهب إليه بمفردي..
فكر الوزير قليلا ثم قال:
- ليكن...
سأله الطبيب:
- أين يسكن ذلك المريض؟
أجابه الوزير:
- بالقصر..
سأله الطبيب في حذر:
- أي قصر؟
أجابه الوزير :
- قصر السلطان (علام) ملك البلاد..!!
سأله الطبيب :
- ومن ذلك المريض الذي في القصر؟
أجابه الوزير:
- إنه الأمير (يحيي) ...ولى العهد..!!
سأله الطبيب في اهتمام :
- هل يظهر على الأمير أي أعراض؟
أجابه الوزير:
- اخبرني طبيب القصر بوجود قطرات من العرق حول
الشفتان والعينان مع رعشة عجيبة..!!
تألقت عينا الطبيب في قوة وقال :
- ليكن...
سأله الوزير:
- أيمكنني أن أعرف اسمك؟
أجابه الطبيب:
- هل هذا مهم لك أيضا؟
هز الوزير رأسه نفيا وقال:
- كلا...
قال له الطبيب:
- إذن ...موعدنا بعد صلاة العشاء...في القصر..!!
ثم تركه وانصرف لحال سبيله...
لاحظ رجال الوزير أن الوزير توقف عن الحركة ومتابعة ذلك الطبيب الذي راح يبتعد..
ويبتعد..!!
ويبتعد..!!
فاقتربوا منه وقال له احدهم:
- هل نتبعه يا سيدي؟
هز الوزير رأسه نفيا وقال في شرود:
- كلا...إنه رجل غريب فعلا...!!
قالها وفى رأسه تدور فكرة عجيبة..
إلى أقصى درجة..!!
***
الفصل الخامس: لقاء
جلس السلطان (علام) ومعه وزيره (عدنان) في حديقة القصر ومعهم الطبيب (سلمان) الذي سأل:
- هل أنت متأكد سيدي الوزير أن هذا الطبيب سيأتي؟
أجابه الوزير:
- نعم...سيأتي...أنه رجل يحترم كلمته..
سأله السلطان (علام) :
- وكيف تكون متأكدا من ذلك وأنت لم تعرف اسمه بعد ؟
أجابه الوزير :
- مولاي السلطان...إن الأسماء لا تهم...الناس تأتى وتذهب
ويختفي أثرها..ولا يبقى سوى جميل الأثر..
قال له السلطان:
- عندما يأتي لأداء مهمته...سوف اجبره على اخبارى باسمه
وقصة حياته..كاملة..!!
قال له الوزير (عدنان):
- لا أنصحك بهذا يا مولاي السلطان...فطالما رفض الإفصاح لي
عن اسمه...فلابد أن لديه أسبابه..وطالما قال انه
سيحضر...فسيحضر..إنني خبير بمعادن الرجال.
كان الملك ووزيره وطبيب القصر ينتظران ذلك الطبيب خارج القصر منعا لإدخال الرهبة في قلبه وذلك حسب طلب الوزير ..
كان الثلاثة قد قاموا بتأدية صلاة العشاء وجلسوا في انتظار ذلك الطبيب ...
كان الوقت يمر ولا توجد أي إشارة عن حضور ذلك الطبيب..
حتى أن الوزير قد بدأ يقلق..
إنه واثقا أنه سيأتي..
ولكن كيف لم يحضر إلى الآن؟!!
كيف؟!!
كيف؟!!
وفجأة اقترب احد الحراس إلى حيث يجلس السلطان وهمس في أذنه ببعض كلمات فنهض قائلا:
- لحظات وأكون معكم ...إن الملكة تطلبني في أمر هام..
نهض الوزير وطبيب القصر احتراما للسلطان ..
وما أن غادر السلطان المكان حتى سأل طبيب القصر الوزير (عدنان) قائلا :
- في رأيك سيدي الوزير...لماذا تطلب الملكة مقابلة السلطان
في هذا الوقت؟
ابتسم الوزير قائلا:
- هناك أشياء يفضل ألا تسأل عنها يا طبيب..!!
وتراجع الوزير برأسه للوراء وراح يفكر في الأمر..
ويقلبه على كل الوجوه..
ثم ابتسم في غموض...!!
وفى ثقة..!!
أما السلطان (علام) فقد دخل إلى قصره وصعد إلى حيث زوجته وسألها:
- ماذا هناك يا (نورا) ؟
أجابته زوجته قائلة:
- لن تصدق يا مولاي السلطان ما الذي حدث..؟
سألها السلطان (علام ) قائلا:
- وما الذي حدث؟
قالت له:
- أريدك أن تأتى معي لغرفة ولدنا (يحيي).
سألها السلطان وهو يتوجه معها إلى غرفة يحيي:
- لماذا؟ ..هل أصابه مكروه؟
لاحظ السلطان أن غرفة ( يحيي) مفتوحة ولا يوجد أي من الخدم خارجها فأسرع يحث الخطى حتى وصل إليها و...
ولما دخل للغرفة وجد أمامه مفاجأة...
مفاجأة مدهشة ...!!
***
هل يفي الطبيب بوعده ويحضر لعلاج الأمير ؟!!
ما الذي حدث في غرفة الأمير (يحيي)؟ !!
ما هي قصة ذلك الطبيب الغامض؟!!
تابعونا....
الفصل السادس: اختفاء
((أين ذهب ولدنا (يحيي) يا ( نورا )؟))
هتف السلطان علام بالعبارة في وجه زوجته بعدما شاهد الغرفة خالية فقالت له في قلق:
- لهذا طلبتك يا مولاي ...فلم أشأ أن اخبر أي أحد بالبحث عنه
قبل أن اعرف رأيك..
سألها السلطان في حيرة:
- والى أين سيذهب...هل هو قادر على الحركة؟
هزت الملكة ( نورا ) رأسها نفيا وقالت:
- كلا يا مولاي...لقد تركته نائما .. في رعاية خادمه المخلص
(همام)..
سألها السلطان في حيرة :
- وأين ذهب (همام) أيضا؟
قالت الملكة:
- لست أدرى يا مولاي...
سألها السلطان:
- هل بحثت عنه في كل أنحاء القصر؟
قالت له:
- نعم يا مولاي...بحثت عنه بنفسي ولكنني لم أجده في أي مكان في القصر ..!!
فكر السلطان قليلا ثم قال:
- اتركي هذا الأمر لي يا (نورا) ...قلبي يحدثني أنه بخير.
قالت الملكة في قلق:
- أخشى أن يكون قد أصابه مكروه يا مولاي..
أجابها السلطان:
- لست اعتقد هذا...سوف أكلف من يبحث عنه....ولكن
بهدوء...!!
وتركها السلطان وتوجه نحو وزيره الأول وطبيب القصر ...
وعندما وصل إليهما سأله الوزير:
- لعل الأمر خيرا يا مولاي...
قال له السلطان:
- نحمد الله على كل حال...هل وصل ذلك الطبيب؟
قال له الوزير:
- ليس بعد يا مولاي السلطان...
نهض السلطان وقال لوزيره وطبيب القصر:
- ليكن...يمكنكما الانصراف ..ربما يأتي الطبيب غدا...
تحرك الوزير والطبيب لمغادرة القصر ...وما أن ابتعدا لبضع خطوات حتى نادي السلطان (علام) على الوزير وسأله:
- أين يسكن هذا الطبيب يا (عدنان) ؟
أجابه الوزير:
- لم اعرف عنوانه بالتفصيل يا مولاي...ولكنه يسكن بمنطقة
الجبل جنوب البلاد..ولكن لماذا تسأل يا مولاي؟
قال له السلطان:
- سوف أخبرك فيما بعد يا (عدنان) ...يمكنك الانصراف..
تركه الوزير وتوجه نحو بوابه القصر وهو يتساءل في حيرة..
ما الذي حدث؟
ولماذا طلبت الملكة مقابلة السلطان في هذا الوقت؟!!
ولماذا تغير وجهه عندما عاد إليهم؟!!
ترى هل حدث مكروه لولى العهد؟!!
وتساءل لماذا لم يحضر ذك الطبيب؟!!
بدا واضحا أنه لا يجد أجابه على كل هذه الأسئلة في الوقت الحالي ..
وربما يكشف الغد كل شيء
من يدري...!!
أما السلطان (علام) فقد جلس يفكر في كل ما حدث بهدوء ..
يفكر في ذلك المرض الذي أصاب ولده الوحيد ذا التسعة عشرة عاما فجأة بدون سابق إنذار..!!
يفكر في عرض الوزير بالبحث عن الطبيب بنفسه كي يحافظ على سلامته وسلامة ولده..!!
يفكر في ذلك الطبيب الذي تحدث عنه الوزير في ثقة مؤكدا حضوره من منطقة الجبل ومع ذلك لم يحضر...!!
يفكر في اختفاء ولده وخادمه معا ...!!
وأخذ يتساءل في حيره...
كيف يمكن أن يختفي ولده وخادمه من قصر به كل هذه الحراسة والأمن؟!!
كيف؟!!
كيف؟!!
***
الفصل السابع: مهمة خاصة
((أين أنا؟))
هتف الأمير يحيي وهو يفتح عينيه ويديرهما فيما حوله ...
كان من الواضح أنه ليس في القصر...فما حوله من أثاث كان بدائيا للغاية ...
وبينما هو يتساءل في حيرة شاهد الأمير (يحيي) باب الغرفة التي يقيم فيها يفتح ولفت انتباهه أن رجلا ملثما يدخلها وينظر إليه ويقول له:
- حمدا لله على سلامتك أيها الأمير.
نظر إليه (يحيي) قائلا:
- أين أنا...؟
أجابه ذلك الطبيب الغامض:
- في بيتي المتواضع.
سأله (يحيي):
- من أنت ...ومن جاء بى إلى هنا؟
أجابه الطبيب:
- هذا لا يهم الآن...هل تشعر بأي ألم في رأسك الآن؟
أجابه (يحيي) :
- لا...إن الصداع والألم قد زالا تماما...الحمد لله ...ولكن كيف
فعلت هذا؟
قال له الطبيب:
- لم أفعل شيئا أيها الأمير...لقد قضيت فقط على تأثير السم
الذي شربته..بدواء فعال..!!
نظر إليه الأمير وقال له في دهشة:
- سم...؟
قال له الطبيب:
- نعم...لقد سقاك أحدهم سما قاتلا...ولكن يظهر مفعوله
تدريجيا..حتى تبدو أعراضه للأطباء انه مرض جديد..
سأله (يحيي) في قلق:
- ومن يفعل ذلك بى ؟ إنني لم أقم بإيذاء أحد من قبل.
قال له الطبيب:
- لا أعتقد أن من فعل بك هذا يقصدك أنت بالذات...!!
سأله (يحيي) :
- من كان يقصد إذن؟
قال الطبيب في غموض:
- من فعل بك هذا هدفه القضاء على الفروع الجانبية قبل أن
يقضى على الفرع الرئيسي...!!
قال له (يحيي) في حيرة:
- لم أفهم شيئا ...هل يمكنك أن تشرح لي؟
أجابه الطبيب :
- ليس قبل أن يعود خادمك..!!
قال له (يحيي) :
- خادمي؟!!
قال له الطبيب:
- نعم..خادمك المخلص والوفي...(همام).
سأله (يحيي) :
- يعود من أين؟
أجابه الطبيب:
- لقد أرسلته في مهمة خاصة جدا...أتركك الآن لتستريح...ولا
تشغل بالك بأي شيء..
سأله (يحيي) :
- إلى أين ستذهب وتتركني؟
أشار له الطبيب:
- لا تقلق يا سمو الأمير...كلنا بجوارك...
أغمض الأمير (يحيي) عينيه وبدا له أن مفعول الدواء قد بدأ تأثيره..
أما ذلك الطبيب فقد جلس ينتظر الخادم (همام) ..
لقد أرسله بالفعل في مهمة خاصة جدا..
مهمة ستغير كل الأمور..!!
وبمنتهى العنف..!!
***
ما هي المهمة التي تم تكليف الخادم (همام) بها؟
من هو الخائن؟ ولماذا يريد القضاء على الأمير (يحيي)؟
ما سر ذلك الطبيب الغامض؟!!
تابعونا....
الفصل الثامن : الرسالة
استدعى السلطان (علام) قائد الحرس في الصباح الباكر وقال له:
- عندي لك مهمة يا (صفوان) .
قال (صفوان) في سرعة:
- أنا طوع بنانك يا مولاي..وما عليك إلا أن تأمرني لأنفذ.
قال له السلطان:
- اسمعني جيدا ...ليلة أمس اختفى الأمير (يحيي) مع
خادمه ..
سأله قائد الحرس:
- ماذا تقصد باختفائه يا مولاي؟
قال السلطان:
- أعنى أنه قبل منتصف الليل لم يكن الأمير (يحيي) في
فراشه ولم أجد له أثرا في أنحاء القصر ..
قال له (صفوان):
- ولكن هذا الأمر خطير للغاية يا مولاي...من يجرؤ على فعل
ذلك؟
قال له السلطان:
- لم أعرف بعد...ولم يعرف بالخبر سوى ثلاثة أشخاص
فقط..أنا وأنت والملكة ( نورا)..وأريد أن يظل هذا الأمر سرا
حتى نعثر عليه..هل تفهمني؟
سأله صفوان:
- وكيف نبحث عنه يا مولاي ونحافظ على السرية في نفس
الوقت؟!!
أجابه السلطان:
- هناك منطقة بجنوب البلاد تدعى منطقة الجبل..أريد منك أن
تبحث عنه هناك..
سأله قائد الحرس:
- ولماذا هذه المنطقة بالذات يا مولاي؟
اخذ الملك يشرح له كل ما حدث بينه وبين وزيره الأول عدنان وما كان من أعمال البحث عن هذا الطبيب.
فكر (صفوان ) قليلا ثم قال:
- وهل تعتقد يا مولاي انه هناك علاقة بين هذا الطبيب
واختفاء ولى العهد؟!!
أجابه السلطان قائلا:
- نعم..اعتقد أن هناك علاقة وخصوصا أن الاختفاء تم في
نفس وقت انتظارنا لهذا الطبيب.
سأله قائد الحرس:
- ولماذا يفعل الطبيب هذا؟ إن مهنته إن يعالج المرضى وليس
أن يختطفهم...ثم كيف سيتمكن من الدخول إلى القصر وبه
كل هؤلاء الحراس.
فكر السلطان بكل كلمة نطق بها قائد حرسه..
إنه على حق في كل كلمة..
كيف سيتمكن من الدخول للقصر ؟!!
كيف؟!!
كيف؟!!
((هل تعتقد أن الخادم (همام) له علاقة بالأمر يا مولاي؟))
سأل قائد الحرس السلطان هذا السؤال فتألقت عينا السلطان في قوة وقال:
- نعم..إن لهذا القصر مداخل ومخارج كثيرة لا يعلمها سوى
القليل ...منهم هذا الخادم..
سأله (صفوان) :
- ولماذا يفعل الخادم هذا بسيده...إنه على علاقة قويه به ولن
يسمح لأحد بايذاؤه...
تراجع السلطان في مقعده يفكر مرة ثانية...
قائد الحرس على حق أيضا هذه المرة...
لقد اختبر ولاء هذا الخادم أكثر من مره وهو لن يخون سيده أبدا...
معنى ذلك انه ما دام قد اختفى معه فهذا لن يكون إلا لحمايته والذود عنه..!!
وهذا يعنى أنه يوجد في القصر خطر يهدد سيده فساعده علي الاختفاء؟!!
ترى أي خطر هذا؟
و أين يمكن أن يختبئ منه؟
أين؟!!
أين؟!!
***
جلست الملكة (نورا) في غرفتها تفكر فيما يحدث حولها..
أن الضربات القاسية تأتى في تتابع عجيب..
يمرض ولدها (يحيي) فجأة وتصيبه رعشة عجيبة تجعل جسده ينتفض بعنف وكأنه يقاوم مرض ما...!!
وبعد ذلك يختفي( يحيي) مع خادمه...فجأة ...وبدون إنذار..!!
ارتفع صوت طرقات خفيفة على باب الغرفة فقالت الملكة:
- ادخلي يا (شمس)
دخلت وصيفتها (شمس ) وهى تحمل بيدها صينية بها بعض الطعام والشراب وقالت لها:
- طعام الإفطار يا مولاتي...إن النهار قد انتصف ولم تتناولي
أي طعام بعد ..
قالت الملكة:
- لا يمكنني تناول أى شيء يا (شمس) ...ليس قبل أن أطمئن
على ولدى..
مالت الوصيفة على أذن الملكة وهى تقول لها في همس:
- إنه بخير يا مولاتي..
نظرت إليها الملكة في دهشة قائلة:
- وكيف عرفتى هذا يا (شمس) ؟
قالت لها (شمس) بصوت هامس:
- أرجوكى يا مولاتي...لا ترفعي صوتك...لقد جاءتني رسالة من الخادم (همام)..
أمسكت الملكة ذراع وصديقتها في قوة وقالت لها:
- رسالة؟... اي رسالة؟
قالت (شمس) :
- لقد أخبرني أن سيده يحيى بخير.. وقال لي أن ابلغك أن
تأخذي الحذر...!!
سألتها الملكة في قلق:
- الحذر من ماذا؟
قالت لها (شمس):
- هناك من دس السم لولى العهد...ويقول لك (همام) أن هناك
طبيبا ساعده في تجاوز الأزمة ..ولكن الطبيب لن يعيده
للقصر إلا بعد أن تعرفوا الخائن..!!
اتسعت عينا الملكة نورا في وقوة وهتفت:
- إن ما تقوليه خطيرا يا (شمس)..
قالت (شمس):
- هذه رسالة (همام) يا مولاتي كما اخبرني بها...
((اعرفي من دس السم للأمير (يحيي) وابلغي السلطان
(علام..) ولكن في هدوء حتى لا ينتبه الخائن فيعمد إلى
الفرار...ونفقد أثره..وطمئنيه أن الأمير بخير))
تركتها الملكة (نورا ) وتحركت في سرعة لإبلاغ السلطان بما عرفته من وصيفتها...
وبدا من الواضح أن الإحداث ستأخذ منحنى خطير للغاية.!!
وإلى أقصى درجة...!!
***
- ترى هل يتوصل الطبيب إلى الخائن؟!!
انتظرونا في الفصل التاسع مع أحداث كلها متعة وإثارة وتشويق.....
إلى أقصي درجة...!!

بقلم : م/محمود زكى على


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان