خرائطٌ صمَّاء....مختار إسماعيل بكير

خرائطٌ صمَّاء....مختار إسماعيل بكير


خرائطٌ صمَّاء

باب القصيدة موصدٌ ومسلسلٌ
وعليه شرطيٌ جفى ، وكلابُ
والمفردات كأنها عجميةٌ
يهذي بها متملِّقٌ كذَّاب
وخرائط الدنيا توحَّد وجهها
وخرائطي مجهولةٌ وضباب
وخرائطي بين البلاد طلاسمٌ
طُمِست على أعتابها الأنساب
والتائبون العائدون عرفتُهم
لكن اخواني بها ما تابوا
وطنٌ تلاحقه المهانة كلما
اعلتْ مقامَ الفاسدين ثياب
أو كلما نبحتْ على أبوابها
وقتَ الصلاة إلى الصلاة كلاب
حربٌ تحاصرنا وموتٌ واثقٌ
وقنابلٌ ومدافعٌ وخراب
فشبابنا عبثٌ يسير برأسه
وبكل قافلةٍ أراه يُعاب
وعلى رؤس الخانعين يَؤُمُّنا
خوفٌ ومطرقةٌ علت وحِراب
كل النوافذ والدخانُ يحُوطُها
وكأنه ذنبٌ بها وعقاب
وكأنه عارٌ عليك مُوجَّهٌ
إن قيل عنّا أننا أعراب
من ذا يحارب ظلّه يا حسرتي
مشت الظلال وتاهت الأسباب
نمشي إلى باب الحقيقة والصدى
قد راح يقسم أنه الكذاب
نأتي ويجمعنا لسانٌ واحدٌ
لكننا إذ نلتقي … أغراب
والماسكون بخبزنا ودقيقنا
كُثُرٌ أراهم في المدى ، أسراب
من أي نافذةٍ ستُشرقُ شمسُنا
وقد احتواها في الحضيض تراب
خنقوا نوافذنا بكل نجومهم
والنجم ظنَّ بأنه عرَّاب
وأنا وكل عشيرتي في نزهة
ينتابها وجعٌ سرى وعذاب
والأرض من حولي تُلاطم خَدُّها
ويسوقها بعد الورود يباب
والشمس أطفأها عدوٌّ ظاهرٌ
فسعى الظلام بأرضنا ينساب
كل القوافي لم تزل في سجنها
تهجو ويمنع صوتَها الحُجَّاب
يا كلَّ أمنيةٍ تعثَّر خطوها
وتذللت في ركبها الأشناب
يا كلَّ أمنيةٍ تطاير نبضُها
حين استقر السهم حيث أصابوا
يا كلَّ أوطانٍ تعاظم جرحها
وتخاصم الاصحاب والأحباب
يا كل شبرٍ من عراقٍ. دُمِرت
أركانه واحتله الأغراب
يا كل نيلٍ يسرقون حياته
حتى تجفَّ الروحُ والأطياب
يا كل شامٍ بالشهامة أنجبت
حتى لحاها عاهرٌ نصَّاب
يا أيها اليمن السعيد تحيةً
مهما رماك السارقون وعابوا
يا قدس يا أقصى تبارك ذكره
عذراً أباد سيوفَنا القصَّاب
يا كل أطياف العروبة وحدها
مَنْ وحَّدوا وتوحدوا وأصابوا
يا كلَّ مَنْ ناديتُ إن دماءنا
سيهزها شرفٌ على وكتاب
سنعود للمجد التليد لأولٍ
ما ضرَّه ما يجهلِ الكتَّاب
إنَّا وأيم الله سوف نعيدها
مهما علت للحاكمين ذئاب
سنقول للتاريخ إن بلادنا
مجدٌ يتوق له المدى ، وعقاب

مختار إسماعيل بكير

ليست هناك تعليقات