قالت أحبّكَ........عدنان الجميلي

قالت أحبّكَ........عدنان الجميلي


..................قالت أحبّكَ..................


معارضتي لإبن عبد ربّة الأندلسي حينما قال..
الجسمُ في بَلَدٍ وَالرُّوحُ في بَلَدِ
يَا وحشَة الرُّوحِ بَلْ يَا غُربَةَ الجَسَدِ
إِنْ تَبْكِ عَيْنَاكَ لي يَا مَنْ كلِفْتُ بِهِ
مِنْ رَحمَةٍ فَهُما سَهْمانِ في كَبِدي..................
فقلت ...............................................................
..................قالت أحبّكَ..................
لأنّكِ الرُوحُ لي مِن سالِفِ الأبـــدِ
أتيتِ مِن بَلَــدٍ نَحويْ إلى بَلَــــدِ
فَما أجلَّ الهَـوى يُدني برَوعَتهِ
أرضاً بها الرُوحُ مِنْ أرضٍ بها جَسَدي
أراكِ قُربي..كأنَّ الأرضَ قد طُويَتْ
فهَلْ شَعَرْتِ بأنفاسي وَلَمْسِ يَدي ؟
قُولي برَبِّكِ مَنْ مِنّا أنا ؟ فأنا
أراكِ رُوحي وَحَقِّ الواحِدِ الصَمَدِ
وَلَسْتُ أعرفُ عُمْــرَ الحُبِّ ياقَمَري
فَقبلَ حُبِّكِ ماقَد ظلَّ في خَلَدي
طِرْنا لقَلبِ السَما بينَ النُجومِ إلى
قَصْرٍ من النُورِ يأوينا ولَمْ نَعُدِ
كُلُّ السَواحِرِ مِن عَينيكِ قد هَربَتْ
لَمّا رَميتِ سِهامَ العِشْقِ في كَبدي
تَجَنَّبي غيرَةً كالرَعْــدِ إنْ صَرخَتْ
بها أُضيِّعُ دَرْبَ الغَيِّ وَالرَشَدِ
فلَيتَ رُوحيَ إذْ تمْشينَ أجعَلُها
عَصْفاً يُصيبُ عُيونَ الناسِ بالرَمَدِ
قالتْ أحبُّكَ يامَجنونُ وَابتَسَمَتْ
فقُلتُ كمْ ياتُرى؟ قالتْ بِلا عَدَدِ
نَسيتُ فيكَ جَميعَ الناسِ مِن وَلَهي
فَما عُيوني تَرى إلاّكَ مِن أحَدِ
فقُلتُ أنتِ ( أنا) في كلِّ جارحَةٍ
وألفظُ الشكَّ لفظَ البَحرِ للزَبَدِ
فأنتِ كُلّي ولاعَيشٌ بدونكِ ليْ
وأنتِ نبْعُ زُلالٍ وَالفُؤادُ صَدِي
إنّي أراني بأحْلامي وَأنتِ مَعي
بغابَـةٍ مالَها في الأرضِ مِنْ أمَـدِ
نحيا بكُوخٍ جَميلٍ لانَرى بشَراً
فيها . وَننأى عَن العُذّالِ والنَكَـدِ
أصْطادُ مِن طَيرِها شَيئاً ويُسعِدُني
تَرتيبُ ذَوقِكِ للأشياءِ ياسَنَدي
وفي المَساءِ لهيبُ الحُبِّ يَصْهَرُنا
فلا نُفَكّـرُ في أمْسٍ وَلا بغَـدِ
ما أعجَبَ الحُبَّ إذْ عن وَصْفِهِ عَجزَتْ
لُغاتُنا وَهْوَ عن حَرفينِ لمْ يَزِدِ !
شَوقي لرائعَةِ العَينينِ أحْرَقَني
بجَمْرِ وَجْــدٍ على الأحشاءِ مُتَّقـدِ
يانارُ كُوني على ليلايَ إن سَهرَتْ
مثلَ السَحابِ إذا ينثالُ بالبَرَدِ.....
أرسلتُ روحيَ رَغم البُعْدِ تحرُسُها
تعْويــــــذةً من شُرُورِ الليلِ والحَسَدِ
آهٍ منَ الحُبِّ أبقاني بعاصِفَــةٍ
ماكانَ يَدْفَعُها صَبري وَلا جَلَدي
فإنْ أمُتْ في الهَوى خُطّي بشاهِدَتي
هُنا تَسَجّى قتيلُ الشَوقِ وَالكَمَـدِ..........

عدنان الجميلي

ليست هناك تعليقات