أكْدَارٌ..وَأَقْدَار!..هيثم محمد النسور
أكْدَارٌ..وَأَقْدَار!
الْـقَـلْبُ مِـنْ وَطْأَةِ الْـمَـأْسَـاةِ يُـعْـتَصَرُ
وَالـرُّوْحُ مَـوْؤُوْدَةٌ قَدْ مَـسَّـهَـا الـضَّـرَرُ
لَا يَـنْـبِـضُ الْقَلْبُ كَالْمُعْتَادِ فِـي شَغَفٍ
وَالـنَّـفْـسُ تَـرْضَـى بِمَا قَدْ خَطَّهُ الْقَدَرُ
هَــيْــهَـاتَ يَـصْـفُـوْ زَمَـانٌ لَا أََمَـانَ لَـهُ
وَيُـصْـرَفُ الْـحُـزْنُ عَـمَّـنْ رَاعَـهُ الْكَدَرُ
صَـبْـرٌ جَـمِـيْـلٌ، فَـإنَّ الـذَّنْـبَ يَـغْـفِـرُهُ
ربٌّ كَــرِيـمٌ وَلَــوْحُ الْـحَــقِّ مُـنْـتَـظَــرُ
مَـا لِـلـزَّمَـانِ عَـتَـا ظُـلْـمًـا، وَلَـيْـسَ لَـهُ
مَـــآرِبٌ، فِــي دُرُوٍبٍ مَـلَّـهَـا الـسَّـفَــــرُ
فَـقَـدْ سُـفِـعْـنَـا بِـسَوطٍ قُدَّ مِنْ لَـهَــبٍ
هَـامَـاتُـنَـا حُـمِّـلَـتْ هَـمًّـا بِــهِ إِصْــــــرُ
ِسُـوْدُ الْأَفَاعِـي زُعَافَ الـسُّـمِّ تَحْفَـظُهُ
تَحْتَ اللِّسَانِ، فَـمِـنْـهُ الْخَوفُ وَالْحَذَرُ
فَـصُـنْ لِــسَـانَـكَ عَـنْ هَـذْرٍ يَـلُـوْكُ بِـهِ
هَــمْــزٌ وَلَــمْــزٌ وَلَــغْــوٌ خَـاسِـئٌ قَــذِرُ
لَا تَـسْـأَلِ الـظَّـالِمِيْنَ الْيَوْمِ مَا صَنَعُوا؟
وَلْـتَسْـأَلِ الْـمُـخْبِـتِيْـنَ مَـا بِهِمْ ذُعِـرُوا
لَا تُـجْـهـِدِ الـنَّـفْـسَ فِـي غَـمٍّ فَتُرْهِقَهَا
وَلَا تُــمَــارِ، نـِـفَــاقُ الْــمَــرْءِ مُـزْدَجَــرُ
صِـرْنَـا غُـثَـاءً رِعَــاعُ الـنَّـاسِ تَـزْجُرُنَـا
أَسْـلافُـنَـا جُـلَّ أَقْـطَـارِ الـدُّنَـا عَـبَــرُوا
فَانـفِـرْ وَسَـرْبِـلْ حِـصَانًا كَيْ تَـكُـرَّ بِـهِ
فِي يَوْمِ مَـعْـمَـعَـةٍ، يَـسْعَى بِـهِ الْخَطَرُ
يَا أُرْدَنَ الْخَيْرِ صُوْنِي الْوَاجِلِيْنَ فَـقَـدْ
دَهَـاهُـمُ الْـخَـطْـبُ لَا يُـبْـقِـي وَلَا يَـذَرُ
أَنـتِ الـرَّؤُوْمُ وَمِـنْـكِ الـطِّـيْـبُ مَنْبَعُهُ
شِـيْـمَـاتُ عِــزٍّ بِــهِ أَبْـنَـاؤُنَـا فَـخَـــرُوا
أَهْـلُـوكِ كَـانُـوَا وَمَـا زَالُـوا عَـلَى كَــرَمٍ
كَـحَـاتِمٍ فِي الـنَّـدَى مِنْ بَيْتِهِ ٱنْحَدَرُوا
لَمْ تَدْرِ يُـسْـرَاهُمُ جُـوْدَ الْـيَـمِـيْـنِ فَـذَا
إِنْـفَـاقُـهُـمْ فِي سَـبِـيْـلِ اللَّهِ مُـسْـتَـتِـرُ
تَـأَسْـيًـا بِــرَسُــولِ الـلَّـهِ مَـنْـهَـجُــهُــمْ
أَدَّى الـرِّسَـالَـةَ فَـانْصَاعَتْ لَـهُ الْـبَـشَـرُ
لَا يَـمْـنَـعُ الْـعُـسْـرُ بَـسْـطًـا مِـنْ أَكُـفِّهُمُ
سَـخَـاؤُهُــمْ مُـرْسَلٌ مَـا شَـابَـهُ بَــطَـرُ
صَـاحَ الْـمُنَادِي بِأَعْلَى الصَّوْتِ مُنْتَشِيًا
أَهْـلًا وَسَـهْـلًا ضُـيُـوْفٌ عِنْدَنَا حَضَرُوا
سِـدْرُ الْأَرَائِـكِ قَـدْ كَـانَـتْ مَـجَـالِـسُـنَا
وَالْـيَـوْمَ بِـتْـنَـا مِـنَ الْأَشْرَارِ نُـحْـتَـضَرُ
فَـاحْـفَـظْ لِسَانَـكَ لَا تُوْغِـلْ بِـهِ هَـرَفًـا
لَا يُـفْــلِـحُ الْـمَــرءُ إِنْ فِـي لُـبِّـهِ قِـصَـرُ
وَلَا تُــهَـادِنْ وَقَـــرِّعْ كُــلَّ طَـاغِـــيَـــةٍ
وَارْفُـضْ بِـقَـولِـكَ مُـحْـتَـجًا لِـمَـا يَـزِرُ
فُـرُبَّ قَــوْلٍ بَـلِــيْــغٍ فِـي فَـصَـاحَـتِــهِ
يُـزْرِي لِــسَـانـكَ، إِمَّـا أُمْـعِـنَ الـنَّــظَــرُ
فَـاصْـدَعْ مَعَ الْحَقِّ وَلْـتُنْظَرْ عَـوَاقِـبَـهُ
كَـيْ لَا يُـقَـالَ بِـأَنَّ الـظُّـلْـمَ يَـنْــتَـصِــرُ
وَاحْذَرْ مِـنَ اللـَّهِ إِنْ أَغْـضَـبْـتَـهُ نِـقَـمًـا
فَـسُخْـطُـهُ مِـثْـلُ عَصْفٍ لَيْسَ يَنْحَسِرُ
التعليقات على الموضوع