اللهُ الحَـيُّ ...بقلم يـحـيـى الـهـلال
58--
اللهُ الحَـيُّ
الـحَـيُّ: كلُّ مُخـاطـِبٍ، أو نـاطـقٍ
ونَقـيـضـُهُ، مَـيْـتٌ طـواهُ فـنــاءُ
والـحـيُّ مـِن شجـرٍ، وَوردٍ نـابـتٍ
يـهـتـزُّ مـُخـضـرًّا، وفـيـهِ رُواءُ
والنّاسُ أمواتٌ؛ وإن تَبِعوا الهدى
وتَـأسلَـمـوا، فَجـميعُـهـمْ أحـيــاءُ
فـالكـفـرُ مـوتٌ، لا سبـيلَ لِرَجعـةٍ
إلّا إجــابــةُ ربـِّنــا، ومـَضــاءُ
والـلّـــهُ حَـيٌْ قــائــمٌ بـصِـفـاتـهِ
وبـذاتـــهِ، جَـلّـتْ لـــهُ الأسـمــاءُ
حَـيٌ، وقـيّــومٌ بـِلا سـِنَــةٍ، ولا
نـومٍ لـهُ، بـِالـنـّقـصِ ليسَ يُـســاءُ
أزَلًا كـذا أبَـدًا؛ تـدومُ حـيـاتـُــهُ
ولَـهـا كـمـــالٌ لازمٌ، وبـَـقـــاءُ
لا حــدَّ فـي بَــدءٍ لـها، ونـهــايــةٍ
وحـيـاةُ ربّـي، مــا لـهـا إنـهـــاءُ
وحـياةُ مـخـلـوقـاتــهِ؛ مـحـدودةٌ
فـي الـبَـدءِ، والإنهـاءِ جاءَ قضـاءُ
فـالـلّـهُ حيٌّ، واسمهُ المُحيِـي كذا
وَصـفٌ لِـفـعـلِ اللّــهِ حـينَ يـشـاءُ
إحـيـاؤهُ الأمـواتِ شـأنُ جَـنـابِــهِ
بـيَـدِ الإلـــهِ الـمَـوتُ، والإحـيــاءُ
مـَن يـعـبـُدِ الرّحمـنَ حـقَّ عـبـادةٍ
فـي جَـنّـةٍ، ومـِنَ الـعـذابِ بَـراءُ
وبُطـولـةُ الإنـسانِ في: إخـلاصـهِ
لِلحـيِّ، ثــمّ تَـوكّــلٌ بَـنّـــاءُ
وازهَــدْ بـِفـانـيـةٍ، قصـيرٌ عـُمـرُها
واعـمـلْ لِأخـرى، فـالـنّعيمُ جـزاءُ
والـعـُمرُ مَحـتومٌ بها، والـرِّزقُ مِن
عـِنـد الـكريـمِ، مـوَزّعٌ، وعـطـــاءُ
وعـطـاؤهُ فيضٌ يضيقُ بـهِ المدى
يـأتـيكَ رزقـُكَ، مــا بــهِ إِخـطــاءُ
لُـذ بـِالإلـهِ الـحـيِّ، والـقـيّـومِ في
كـلِّ الـدُّعـا، ما خـابَ فـيهِ رجــاءُ
وخـِتامـُها عـِطرٌ بـِفـيكَ، وبـَلـسمٌ
إنّ الـصّـلاةَ عـلى الـنـّبـيِّ شـِفــاءُ
التعليقات على الموضوع