القائد الذي لم يخسر معركة بحياتة القائد الحربي العبقري سيف الله المسلول ج2

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

القائد الذي لم يخسر معركة بحياتة القائد الحربي العبقري سيف الله المسلول ج2

 



خالد بن الوليد الجزء الثاني

الحلقة السابعة وسيف الله المسلول،،
🍀 فتح الشام في معركتي اجنادين واليرموك 🍀
خريطة تحركات القوات الإسلامية والبيزنطية قبل معركة اليرموك :
بعد أن افتتح المسلمون دومة الجندل ، أصبح الطريق ممهدًا للتحرّك لغزو الشام . أرسل خالدُ بن سعيد قائد المسلمين على تخوم الشام إلى أبي بكر يستأذنه في منازلة الروم . وبعد أن استشار أبو بكر رضي الله عنه أهلَ الرأي ، وشجّعته انتصارات المسلمين في العراق على الإقدام على خطوة مشابهة في الشام ، فأذن لخالد بن سعيد ، لكنّ الحظ لم يحالف جيشَ خالد بن سعيد بعد أن نجح الروم في استدراجه وهزموا جيشه ، وانسحب في كتيبة من جنده بعد مقتل ابنه ، تاركًا عكرمة بن أبي جهل يتقهقر بالجيش ..
لم يُضعف ذلك من عزم الخليفة ، فوجّه أربعة جيوش دفعة واحدة إلى الشام ، بقيادة أبي عبيدة الجراح ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وعمرو بن العاص ، ووجّه كلّ منهم لوجهة مختلفة ، إلا أن الروم جيّشوا لهم في كلّ موضع جيوشًا تفوقهم عددًا ..
وجد القادة أنهم إن قاتلوا منفردين فسيهزمون لا محالة ، لذا أرسل أبو عبيدة إلى أبي بكر يطلب المدد ..
ضاق أبو بكر بالموقف ، فقرّر أن يرسل إلى خالد بن الوليد يأمره أن يستخلف المثنى بن حارثة الشيباني في نصف الجند ، ويسير بالنصف الآخر إلى الشام ليمدّ جيوش المسلمين هناك . ضاق خالد بالأمر ، إذ كان يرجو أن يظلّ بالعراق حتى يفتح المدائن ، لكنه امتثل لأمر الخليفة .
كان أمام خالد طريقان للوصول إلى قوات المسلمين في الشام ، الأول عبر دومة الجندل ، والثاني يمرّ بالرّقة : ( مدينة في شمال سورية ) . ولمّا كانت حاجة قوات المسلمين في الشام مُلحّة لمدده ، تجنّب خالدٌ طريقَ دومة الجندل لطوله ، كما قرر أن يتجنّب الطريق الآخر لأنه سيمرّ على الحاميات الرومانية في شمال الشام .
فاختار طريقًا وعرًا لكنّه أقصرُ ( عبر بادية الشام ) . واتخذ خالد من ( رافع بن عميرة الطائي ) دليلًا له حيث نصحهم بالاستكثار من الماء ، لأنهم سيسيرون لخمس ليال دون أن يرِدوا بئرًا ..
استخدم خالد بطون الإبل لتخزين الماء لشرب الجياد ، ونجح في اجتياز بادية الشام في أقصر وقت ممكن ..
ثم أخضع الغساسنة بعد أن قاتلهم في مرج راهط ، ومنها انحدر إلى بُصرى ففتحها .
وعندئذ جاءته الأنباء بأنّ جيشًا روميًّا قد احتشد في أجنادين ، فأمر خالد جيشه بالتوجّه إلى إليها ( أجنادين ) وراسل قادة الجيوش الأخرى بموافاته في أجنادين . ولما تمّ اجتماعهم هناك ، جعل أبا عبيدة بن الجراح على المشاة في القلب ، ومعاذَ بنَ جبل على الميمنة ، وسعيدَ بن عامر بن جذيم القرشي على الميسرة ، وسعيدَ بن زيد على الخيل ..
بدأت المعركة بمهاجمة ميسرة الروم لميمنة المسلمين ، ولكنّ معاذَ بن جبل ورجاله صمدوا أمام الهجوم ، ثم شنت ميمنة الروم هجومًا على ميسرة المسلمين ، فثبتوا كذلك . لذا أمر قائد الروم برمي الأسهم ، عندئذ بدأ هجوم المسلمين ، واستبسلوا ففرّ الروم منهزمين ..
غدا إن شاء الله أُتمم هذه الصفحات المضيئة في تاريخنا مع خالد بن الوليد ومعركة اليرموك .. دمتم بخير وللجميع تحيّاتي

الحلقة الثامنة من سيرة سيف الله المسلول وتتمة فتوحاته في بلاد الشام ..
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة يأمره بغزو حمص . انتهز هرقل قيصر الروم انشغال المسلمين في فحل ( شمال الأردن) ، فأرسل جيشًا بقيادة توذر ( تيودوروس ) لاستعادة دمشق ..
وبينما كان جيش المسلمين في طريقه إلى حمص ، التقى الجيش البيزنطي في منتصف الطريق في مرج الروم ، أرسل توذر نصف جيشه إلى دمشق لشن هجوم مفاجئ على حامية المسلمين .
وفي الصباح ، وجد المسلمون أن جيش الروم قد قلّ عدده ، فتوقع خالد أن يكون الروم قد وجّهوا جزءًا من جيشهم لمهاجمة دمشق . استأذن خالد أبا عبيدة ، وانطلق في فرقة من الفرسان ليدرك جيش الروم المتوجّه لدمشق . استطاع خالد أن يهزم هذا الجيش الرومي بعدما حُصر الروم بين قوات خالد وحامية المدينة .
عاد خالد لينضم لقوات أبي عبيدة ، وحاصر معه حمص إلى أن سلّم أهلها طالبين الصلح ، فصالحهم أبو عبيدة على شروط وخراج صلح دمشق ، ثم سلمت حماة واللاذقية على الشروط نفسها ..
واجه عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة صعوبات في مواجهة الروم في فلسطين وجنوب الشام ، لذا أرسلا إلى عمر بن الخطاب يوضحان صعوبة الموقف ، فأمر أبا عبيدة وخالدًا بالتوجّه إليهم للدعم ، واستطاعت قوات المسلمين تطهير البلاد ، ثم توجّهوا إلى القدس آخر المعاقل البيزنطيّة في جنوب الشام ، التي فرّ إليها الكثير من الناجين من معركة اليرموك ، وحاصروها . لم تقبل المدينة بالتسليم ، إلا للخليفة شخصيًا .
بعد القدس، توجه جيش أبو عبيدة وخالد ، لاستكمال فتح شمال الشام . وجّه أبو عبيدة خالدًا إلى قنسرين المدينة ذات الحصون المنيعة ، فوجد بها جيشًا روميًا عظيمًا ، فقاتلهم خالد وهزمهم في معركة قنسرين ، وفرّت الفلول لتتحصًن بالمدينة طالبين الصلح كصلح حمص ، إلا أن خالدًا رفض ورأى أن يعاقبهم لمقاومتهم للمسلمين .
لحق جيش أبوعبيدة بن الجراح بقوات خالد بن الوليد في قنسرين بعد فتحها ليتابعا زحفهما إلى حلب ، حيث استطاعا فتحها ..
كان الهدف التالي للمسلمين أنطاكية عاصمة الجزء الآسيوي من الإمبراطورية البيزنطية . وقبل أن يسيروا إليها ، قرر أبو عبيدة وخالد عزل المدينة عن الأناضول ، بالاستيلاء على جميع القلاع التي قد توفر الدعم الاستراتيجي إلى أنطاكية ، وأهمها مدينة إعزاز في الشمال الشرقي من أنطاكية .
خاض الروم المدافعون عن إنطاكية معركة يائسة مع جيش المسلمين خارج المدينة بالقرب من نهر العاصي ، لكنها انتهت بهزيمتهم ، وتراجعهم إلى أنطاكية ، فحاصرها المسلمون . فقَدَ الروم الأمل في وصول المدد من الإمبراطور ، فاستسلمت أنطاكية على أن يُسمح لجند الروم بالمرور إلى القسطنطينية بأمان ..
وجّه أبو عبيدة خالدًا شمالًا ، بينما توجّه جنوبًا وفتح اللاذقية وجبلة وطرطوس والمناطق الساحلية الغربية من سلسلة جبال لبنان الشرقية . استولى خالد على الأراضي حتى ( نهر كيزيل ) في الأناضول ..
قبل وصول المسلمين إلى أنطاكية ، كان الإمبراطور هرقل قد غادرها إلى الرُّها ، لترتيب الدفاعات اللازمة في بلاد ما بين النهرين وأرمينيا ، ثم غادرها متوجّها إلى عاصمته القسطنطينيّة . وفي طريقه إليها ، نجا بصعوبة من قبضة خالد الذي كان في طريقه منصرفًا من حصار مرعش إلى منبج ( مدينة البحتري في شمال سورية ) ..
بعد الهزائم الساحقة المتتالية لقوات هرقل في تلك المعارك ، أصبحت فُرَصُهُ لتصحيح أوضاعه قليلةً ، بعدما أصبحت موارده العسكريّة المتبقّية ضعيفة ، لذا لجأ إلى طلب مساعدة من المسيحيّين العرب من بلاد ما بين النهرين الذين حشدوا جيشًا كبيرًا ، توجّهوا به نحو حمص ، قاعدة أبي عبيدة في شمال الشام ، وأرسل إليهم جندًا عبر البحر من الإسكندرية . أمر أبو عبيدة كلّ قواته في شمال الشام بموافاته في حمص ، بعدما حاصرتها القبائل العربية المسيحيّة . فضّل خالد خوض معركة مفتوحة خارج المدينة ، إلا أن أبا عبيدة أرسل إلى عمر يطلب رأيه . بعث عمر إلى سعد بن أبي وقاص بأن يسيّر جندًا لغزو منازل تلك القبائل العربيّة المسيحيّة في بلادها ، وأن يبعث القعقاع بن عمرو في أربعة آلاف فارس مددًا لأبي عبيدة . بل وسار عمر بنفسه من المدينة على رأس ألف جندي .. دوّت تلك الأنباء في العراق والشام ، فرأت تلك القبائل أن تسرع بالرجوع إلى منازلها ، تاركين جند الروم في مواجهة مصيرهم أمام قوات المسلمين الذين هزموا تلك القوات هزيمة نكراءَ ، قبل أن تصل قوات المَدد من العراق أو المدينة ..
ثم أرسل أبو عبيدة خالدًا في قوة لمهاجمة القبائل من الخلف ، وكانت تلك آخر محاولات هرقل لاستعادة الشام ..
بعد تلك المعركة ، أمر عمر بن الخطاب باستكمال غزو بلاد ما بين النهرين . فبعث أبو عبيدة خالدًا وبعث سعد عياض بن غنم لغزو شمال بلاد ما بين النهرين . ففتحا الرّها وديار بكر وملطية ثم اجتاحا أرمينية حتى بلغ خالد آمد والرّها ، وهو يفتح البلاد ويستفئ الغنائم ، ثم عاد إلى قنسرين وقد اجتمع له من الفيء شيء عظيم ..
اختلفت روايات المؤرخين حول ترتيب وقائع فتح الشام ، فمثلًا روى الطّبري أنّ معركة اليرموك كانت المعركة التالية لفتح بصرى ، أما البلاذري فقد روى أنها كانت آخر معارك فتح الشام ، وأنها تمّت في عهد عمر بن الخطاب ..
تحدّث الناس بفَعال خالد في أرمينية ، وتحدّثوا بانتصاراته في الشام والعراق فتغنّى الشعراء بفعاله وبطولاته النادرة ..
وفاته :
يقول الإمام الذهبي وابن كثير توفي في حمص حيث دفن بها ، سنة ٢١ هجرية . رضي الله عنه وأرضاه ..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما بلغه نبأ وفاته : على مثل أبي سليمان تبكي البواكي ..
وقال قبله أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لقد عجزت النساء ان يلدن مثل خالد ، رضي الله عنه وأرضاه ..
وبعدُ يا بطل الأبطال يا سيف الله المسلول .. يا من شهد له كبار قوّاد العالم بذكائه الخارق في التكتيك للمعارك وحسن التدبير الخارق للعادة حتى صارت خططه العسكريّة واستراتيجيّاته الحربيّة تدرّس حتى الآن في الكليّات والمعاهد العسكريّة في العالم .. عليك من الله السلام ومنّا تحية إكبار وإجلال ..
غدًا أقوال كبار قادة العالم في خطط خالد بن الوليد العسكرية

الحلقة التاسعة والأخيرة لسيرة الصحابيّ الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه ؛ أقدّم فيها أقوالَ قادة العالم في سيف الله المسلول وخططه العسكرية وتكتيكاته الحربية ...
كان العرب يعتبرون السيف « سلاح الفروسية » ؛ لأنه يجعل الخصمين قريبين من بعضهما بعضًا ، كما أن البقاء على قيدِ الحياة في قتال السيف يعتمد على القوة والمهارة ، وليس مجرد الحفاظ على مسافة آمنة من الخصم ، ومن هنا حظيَ خالد بن الوليد بلقبه ( سيف الله المسلول ) ..
يقول عنه الجنرال الباكستاني أ. أكرم : ( إن خالد بن الوليد قد جمع بين خفة الحركة ، والسرعة ، والقوة ، والمهارة ..
كانت الحرب شاغله الأكبر ، وكانت أفكاره أفكارَ قتال ، وطموحه طموحَ نصر ) ..
يضيف الجنرال : ( كان تركيبه النفسي عسكريًّا ، وكان يصبو إلى خوض معارك كبيرة وإحراز انتصارات عظيمة ) . وقد حقق القدَرُ لخالد بن الوليد ما كان يطمح إليه ..
فكيف رأى المؤرخون والمحللون العسكريون في العالم غزوات خالد بن الوليد رضي الله عنه ، ومعاركه ؟
الجنرال الباكستاني أ. أكرم : لم يخسر قط أي معركة ..
أ. أكرم : هو ضابط باكستاني برتبة لواء ، وكان مسؤولًا عن تدريس مادة التاريخ العسكري في كلية القيادة والأركان الباكستانية ، وقد قدّم في كتابه « سيف الله المسلول : خالد بن الوليد » دراسة تاريخيّة عسكريّة عن معارك خالد بن الوليد وحياته ، كونه واحدًا من أشجع القادة العسكريين في عصره ... « لم يخسر قطّ أيّةَ معركة ، ودَحر كلّ جيش تجرّأ على الوقوف في وجهه » .
ابن الوليد في عيون الكلية الحربية للجيش الأمريكي :
في ورقة بحثيّة قدّمها الدكتور كريستيان كيلر لـ « الكلية الحربية للجيش الأمريكي » قسم البحوث الاستراتيجية ، بعنوان : ( الجهل المُتعمّد : نظرية الشرق الأوسط والتاريخ ) ، جرى تحليل الاستراتيجية الحربيّة لاثنين من أبرز قادة الإسلام ، هما خالد بن الوليد ، وصلاح الدين الأيوبي يقول : إن الإلهام الدينيّ للدين الجديد الناشئ حينذاك ( الإسلام ) قد دفع المحاربين الذين تحوّلوا إلى الإسلام للتّغلب والاستيعاب ، وهو الأمر الذي يصفه الكاتب بأنه ومع كلّ فتحٍ جديد لقبيلة تمّ إخضاعها ، يتبعها فتح مدينة ، ومن ثم دولة ، حتى تحولت جيوش الخلفاء الراشدين إلى ( الجيوش الإسلامية ) بحلول الخلافة الأموية ، وكانت العصبيّة الإسلاميّة لتلك الجيوش ، رغم اختلاف أعراقها بين القبائل العربيّة والفرس والأفارقة ؛ قد خلقتْ مزيجًا لا يمكن الوقوف في وجهه ؛ مما أدى إلى هيمنة مُبكّرة ..
يشير الباحث إلى أن خالد بن الوليد كان يدرك جيدًا ، أن العصبية القبلية ما زالت مسيطرةً على العرب ، حتى وإن تجمّعوا تحت راية الإسلام ، ولذلك كان يفضّل أن تبقى أقوى كتلة من المحاربين في المنتصف ، مع آخرين أقلّ عددًا ، أو من المحاربين ذوي القدرات الأضعف في الجناح الأيمن والأيسر ..
كما أدرك ابن الوليد في وقتٍ مبكّر من قيادته للجيوش الإسلامية أنّ تكوينَ أفواج من الفرق القبليّة المختلطة كان خطأ ، وهو أمرٌ تداركه في المعارك التي تلت ذلك .
يشير الكاتب إلى أن ابن الوليد كان المسؤول عن توسيع رقعة الإسلام في عهد النبيّ محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عن طريق فتوحات شبه الجزيرة العربية ، والعراق ، وسورية .
وقد فهم ابن الوليد طبيعة الحرب القبليّة ، وتمكّن من استغلالها في تشكيل جيش مخصص يمثل قبائل متعددة ، وصنع منهم قوة قتاليّة فعّالة سيطرت على القبائل الأخرى ، وهزموا جيوش الفرس الساسانيين والبيزنطيين ..
« كانت جيوش ابن الوليد تسير بلا هوادة ، وتغطي مساحات شاسعة من الصحراء ، مُستغلين خِفة حركتهم في إرهاق الخصوم قبل الاشتباك معهم » ، إذ اتّبع ابن الوليد تلك الاستراتيجية في المعارك الكبرى .
يروي كيلر عن معركة الولجة ، غرب نهر الفرات ، قائلًا : ( إن المحارب الفارسيّ عُرف بأنه أفضل محاربي عصره ، وأن الجيش الفارسيّ كان الآلة العسكرية الأكثر قسوة وكفاءة في ذلك الوقت ، حتى قابلوا جيش ابن الوليد ؛ إذ افتقر الجيش الفارسيّ إلى خفة الحركة ، وهو الأمر الذي قام ابن الوليد بدراسته جيدًا ، واستغلّه ضدّهم في معركة الولجة ؛ في الوقت الذي جاء فيه جيش ابن الوليد مسلحًا تسليحًا خفيفًا وسريعَ الحركة ، بالإضافة لقيامه بتحريك جيشه بوتيرة مفاجئة ، وعلى الرغم من أن الجيش الفارسيّ كان متقدمًا في الأعداد ، ولديه السلاح الأفضل ، إلا أنه كان يتفاعل مع المعركة ببطء ، وعندما حاولت القوة الفارسيّة الأكبر المبادرة بكسر صفوف المسلمين ، أشار ابن الوليد إلى سلاح الفرسان لمهاجمة الفرس من كلّ ناحية ؛ إذ كان يحتفظ باحتياطيّ متنقّل من سلاح الفرسان ، وذلك لاستغلالهم أثناء الالتحام مع صفوف العدو ، أو لمطاردة مشاة العدو عند الفرار . حينها أصيب الفرس بالذُّعر ، وهُزموا شرّ هزيمة ، وأصبح الباب مفتوحًا أمام المسلمين لغزو كلّ بلاد ما بين النهرين ..
المؤرخ البريطاني هيو كينيدي :
ابن الوليد عسكري لا يُبارى ، ابن الوليد أرستقراطيّ مَكيّ ، وقائد عسكريّ لا يُبارى .
روبن إس دواك : الكاتب الأمركي يقول في كتابه ( إمبراطورية العالم الإسلامي) : إنّ خالدَ بنَ الوليد كان سيّدَ حروب الصحراء بلا مُنازع ، وأعظم قائد حربي . ويقول في معرِض كتابه : إنّ خالدٍا لم يكن قائدًا وحشيًّا ، وهو الأمر الذي دفع مواطنو الإمبراطورية البيزنطيّة للترحيب بالغزاة المسلمين بأذرع مفتوحة ..
وبعدُ يا خالد .. يا أسطورةَ زمانٍ نقشتْ على سيف الحقّ أعلى مراتب الفخرِ والعزّة والأمجاد .. مَنْ مِثْلُكَ ..!!
من ذا يُداني بالبسالة خالدَا
ابن الوليد ولو بظهر حصان
عَقم الزمان فهل سيولد خالدٌ
من بعد جَدْب فارس الميدان
الله يفعل ما يشاء فهل لنا
إلا الدّعاء لربّنا الدّيان
فعسى وعلّ وربّما يجد الدّعاء
باب القَبول بساحة الغفران

اعداد رجاء احمد

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان