ابو صابر في مواجهة المخاطر.قصة شعرية كتبها الدكتور جمال علي الاسدي

 

باسم الإلـهِ أصـطـفـي خـيـرَ القَصـصْ،



ابو صابر في مواجهة المخاطر


هذه القصة بعنوان "ابو صابر في مواجهة المخاطر" هي أمثولة شعرية مستوحاة من قصة شعبية تحكي قصة جمل وحمار طُردا بعد خدمة متفانية لبعليهما لكبرهما في السن. تُتاح لهما الفرصة ليعيشا في الخلاء ولكن قلّة الحرص والحذر توقع الخلاف بينهما.
سانزلها على مراحل:
"ابو صابر في مواجهة المخاطر"
1
باسم الإلـهِ أصـطـفـي خـيـرَ القَصـصْ،
فـيهـا الــهـدايـا ثـمّ جَــدٌّ بالحِــصَـصْ،
نـورٌ أتى مِن مصطفى يُعـطي الفُرَصْ،
لا خيرَ في عـبـدٍ إذا الـديـنُ انتَـقَــصْ.
2
تَـحـكـي الشّيـوخُ قـصّـةً فيهـا البعيرْ،
أضحـى تعيـسًا بَـعـدمـا كـانَ الأمـيـرْ،
كانَ الهُـدى وسطَ الدُّجـى للـعلمِ نـورْ،
دارَ الــفَـيـافـي ما رأى حَــظّــا يَــدور.
3
تَـلـقـــاهُ بَــشًّــا عـنـدَمـا بَــعــلًا خَـدم
لـم يَـشـتـرطْ يومًـا ولـم يُـبـدِ الـنَّـدم
مَــرَّت سِـنــونٌ بَــغــتَـةً بَــانَ الـقِــدَم
خَـارتْ عِـظــامٌ ثُـمَّ خـانَـتـهُ الــقَـدَم.
4
"أمـسَـت حَيـاتـي وَعْـرةً! ســاءَ المَسير!
يـا ويـلـتـا! حَــلّ الأسى، ضاع الـسًريـر!
ليــمـونــةً غــدوتُ مـن بــعـدِ العَـصـيـر
صـوبَ البَـلاءِ مِـحـنَـةً سـيـقَ الـبـعـيــر."
5
يَــمـشــي رويــدًا دارسًـــا أمـر الـبـشــر:
"أهـدَيـتُـهُم عُـمْـري نَـسَـوْني في الكـبر،
أطـعَـمـتُـهُم، عَـصَـوْا إذا شَـيبـي حَـضر،
أسـقَـيـتُـهُـم، قَـسَـوْا إذا عَـظمـي أنكسر.
6
"أعــطَـيــتُـهُـم أمـنًـا وجُــرِّدتُ الأمــان،
قالوا: سَـيَـفـنـى، قـلتُ: أضغاثُ الزّمان،
صُـنـتُ الــعُـهـود لٰـكـنِ الإنـسـان خــان،
أدركـتُ أنّ مـــا بـإحـســانـي ضَـمـــان."
7
عنـد الـغــروب ســاقَ كـرهًـا مـاضـيَـهْ،
أبـكــاهُ شــوقٌ نـحـو ذكـرى خــالــيــهْ،
فـأسـتُـنــهِـضَت هـنــا عُـيـونٌ واعـيَـهْ،
"عِـشْ خَـيـرَ يـومٍ وَابـكِ بَلْـوَى آتـيــهُ!
8
"قَـد كَــان خـيـرٌ بـالـذي قـد أحـزنَــك،
واعـلَـمْ يَـقـيـنًـا كَـيـفَ تَـحمي معدِنك!
وانــعَـمْ بـأُنـسِ عــاقــلٍ إن أمـكــنَــك!
واحـذرْ بِــصبـرٍ جَـاهِـلًا أن يَـفــتِـنَـك."
9
أمـسى الـفَـضـاءَ+ دون عَـونٍ مَـسكـنُــهْ
بيـنَ الصّـخـور صـارَ حَـقًـا مــوطـــنُــهْ
مـنـهـا الطَّـعام في المـراعـي مَـخـزنُـهْ،
لـــمّـــا الـــبَــلاءُ حَــلّ، لَـبّـى مَـركَــنُــهْ.
10
ثُــمَّ الـسّـكــونَ ذاق واعـتـادَ الـجـوار،
درب الــهُـدى يَـشُـقُّ، مــا أخـزاهُ صـار
مــاضٍ بِـلا حـزْنٍ، أتـى عُــقــبـــاهُ دار:
الـبَـــهــوُ من وردٍ ورســمٌ مـن ثِـمـــار
+ خبر امسى منصوب



Prof-Jamal Ali Assadi

ليست هناك تعليقات