عابر سبيل ..حنان لحجوجي

جِلدي على أَعظُمي مِن جوعِيَ انطَبَقا

●عابر سبيل ●

جِلدي على أَعظُمي مِن جوعِيَ انطَبَقا
وَجئتُكُم ضــيفةً.. فلتملَـؤوا الـطّبَقا
مِن ضيقِ حالي إليكم جاء بي سَغَبي
ظــننتُ أن لن تردّوا ســـائلا طَــرقا
لأنـــكم أهل جـــود لا برحـــتُ لَكم
رَبعًا ولا في هواكم خنتُ مُــعــتنَقا
يا سادة القوم مَن يُــصغي لِــقَرقَرةٍ
وَناعِبٍ في رَحى الأحشــاءِ إذ نعَقــا
إني مــددت يــدي في كل مــائدة
فما وجـدتُ سـوى خبز قد احـترقا
يا ما أُحَيْلى كِـباشا خِلتُها شُــوِيَت
أنــعِمْ بكلّ امرءٍ للخـــير قد سَـــبَقا!
أضِف لَها فُلفــلاً وانـــثُر بها الـحَبَقا
أنســـامُها ســتَزيدُ الــمُلتقى عبـــقا
رُزّا و"بسطيلةً".. ديـــكًا و"منسفـــةً"
وفي جموحِ الطّوى قد أقبَلُ الـمَرَقا!
بل إنَّنـــي لَأُجيــزُ الزَّيتَ مُنـــفَـــرِدًا
أَراهُ مَـــأدُبَـــةً أَيّــانَـــمـــا بَـــرَقـــا
يختـــالُ في مُنـــتداكُم مُـــدَّعٍ زُحَرٌ
لا قـــالَ:"أهلا بكم" أو "مرحبًا" نَطَقا
أَعَدّ "بسبـــوسَةً"، لبَّـــيتُ نـــسمَـــتَها
فلا أتـــاني بـــها أو بـــيــضةً سَلقـــا
أخو الحـــطيئة يخـــشى إن تهلّل أن
يأتـــي إليه نـــزيلٌ يَجــتَــدي رَمَـــقا
وكِــدتُ أهجُـــوه لَولا أن لَقـــيتُ بِدا
رِهِ مُفـــاجَـــأة أَنـــسَتـــنِيَ الـــقَلَـــقا
وَجَــدتُ مَكتبةً كـــبرى ستجزِلُ لي
شِعرًا رَفيـــعًا وتســقيني نَدًى غَدَقا
نامَت عصافيرُ بطني بعدما همسَت
إلى عصافير فِكري:"أنتمُ الـــطُّـــلَقا"
فبِتُّ صـــائلـــةً للـــصُّبح جـــائلـــةً
زَهوُ الحدائقِ فيها استَدرجَ الحَدَقا
أطعمتُ حرفي ثمارَ الضاد ناضجةً
فانســاب حِبْرًا زُلالًا أَنضَرَ الورقا

حنان لحجوجي

ليست هناك تعليقات