لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

ليلة القدر..

يَـا لَـيلَـةً جَـلَّ قَـدْرُ الـلَّـهِ بَـــارِيـهَـا

طُـوبَى لِـمُـعْـتَـكِفٍ بِـالذِّكْرِ يُحْيِيهَا

قَـدْ خَـصَّـهَـا الـلَّــهُ إِجْـلَالًا بِــقُـرْآنٍ

آيَـاتُـهُ مُـحْـكَـمَـاتٌ أُنْــزِلَــتْ فِـيـهَا

عَـلَـى رَسُـولٍ حَـبَـاهُ الـلَّـهُ مَـكْـرُمَةً

وَأَلْـفُ شَـهْـرٍ بـِزُهْـدٍ، لَا تُـضَـاهِـيـهَا

يَـا لَـيْـلَـةَ الْقَدْرِ يَا خَيْرَ اللَّيَالِي فَقَدْ

فُـضِّـلـتِ قَـدْرًا وَتَـقْـدِيـسًا وَتَنْزِيهَا

يَـا لَـيْلَـةً لَـمْ تَـغِـبْ فِـيْـهَـا كَوَاكِبُهَا

إِذْ كَـبَّـرَ اللَّيْلُ فَابْـيَـضَّـتْ دَيَـاجِيهَا

فَخِلَّتُ شَمَّسًا مِنْ الْآفَاقِ قَدْ بَزَغَتْ

وَأَدْبَـرْتْ حِـيـنَـمَـا لَاحَـتْ، لَـيَـالِيهَا

يَـغَـارُ نَـجْـمُ الـثُّـرَيَّـا مِـنْ تَـأَلُّــقِــهَا

تَـهَـلَّـلَـتْ فِـيْ اِحْـتِشَـامٍ زَادهَا تِيهَا

مِـنْ فَـضْلِـهَا فُتِّحَتْ أَبْوَابُ رَحْمَتِهِ

وَسُرَّتِ الْأَرْضُ وَاِزْدَانَتْ حَوَاشِيهَا

مُـدَّتْ يَـدُ الْـعَـفْـوِ إحْسَانًا وَمَغْفِرَةً

وَالـلَّـهُ بِـالْـفَـضْـلِ وَالْإِنْـعَامِ كَاسِيهَا

تَـحَـارُ فِيهَا عُـقُـولٌ تَـغْـتَـلِي ضَغَنًا

وَالـفَـرْقَدُ النَّجْمُ يَرْقَى فِيْ مَعَالِيهَا

آهٍ عَـلَـى ذِكْـرَيَـاتٍ فِيْكِ قَدْ عَبَرَتْ

وَكَـم تَـمَـنَّـيْـتُ أَنْ يَـرْتَـدَّ مَـاضِـيهَا

تَعُودُ فِينَا إِلَى عَصْرِ الشَّبَابِ عَسَى

تُطَهِّرُ الرِّجْسَ مِنْ روحِي وَتَجلِـيهَا

فِـيـهَـا تَـنـزَّلَ نُـورُ الـلَّـهِ فَـابْتَهَجَتْ

كُـلُّ الْــخَــلَائِــقِ أُوْلَاهَــا وَتَـالِـيـهَـا

مِنْ ظُلْمَةِ الْغَارِ شَمْسٌ فِيْ الدُّجَى

سَطَعَتْ

وبـَدَّدت ظُلْـمَـةً بـالـحَـقِّ تَـفـنِـيـهَـا

يَا سَـيِّـد الرُّسْلِ هَـذِي لَيلَةٌ عَظُمَت

لَابَارَكَ الـلَّـهُ فِــيْــمَـنْ كَانَ عَاصِيهَا

بـِجاهِ لَيـلَةِ قَـدْرٍ كُـنْ شَـفِيعِي فَقَدْ

ضَلَّتْ سَفِيني وَتَاهَتْ عَنْ مَرَافِيهَا

بَحْــرٌ نَـدَاهَــا بِـفَــيـضٍ مَـالَـهُ مَثَلٌ

لَـمْ يَـعْـتَـلِ الْـذِّكْـرُ إِلَّا مِـنْ مَـعَانِيهَا

هيثم محمد النسور