القدس ...عبدالحميد العامري

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

القدس ...عبدالحميد العامري

 


القدس

في غَيْهَبٍ من شِفَاهِ التَّيْهِ يَقْتَرِبُ
يَهوِيْ إلي المَوْتِ مَغْلُوْلًا ويَنْتَحِبُ
يَبكِي وَقَارًا تَلاشَى دُونما أَسَفٍ
ونَخوَةً قد جَفَاهَا صَاحِبٌ وأََبُ
ومِنعَةً وَهَنَتْ يَومًا صَلَابَتُهَا
وذِمَّةً ذَهَبَتْ من بعد ما ذَهَبُوا
أغلالُهُ لم تُحَرِّكْ نَارَ غِيرَتِنَا
كأنَّنَا والدَّنَايَا حَولَنا خَشَبُ
الأُسْدُ طَاَفَتْ على أعتَابهِ زمَنًا
ثُمَّ انْطَوَتْ في زَوَايا الحلم تَرْتَقِبُ
بِتنا حَيَارى فلا رَأيٌ يُوَحُّدُنا
ولا شِعَارٌ ولا لَوْمٌ ولا عَتَبُ
أيُوقِظُ القُدسُ أحلامًا لنا سُلِبَتْ
أم استَوَى في دُجَانا العَيْبُ واللَّعِبُ
كم أوهمونا بأنَّ القُدسَ خَيمَتُهم
وخَيَّموا كي يُوَاروا سُوءَ ما جَلَبُوا
باعُوهُ ثمَّ استفاضوا بالدُّموع على
آثارِهِ ، وغِزَارَ الآهِ قد سَكَبُوا
في كلِّ مَأَدبـةٍ تشدو حَوَاصِلِهُم
بمَن أبادُوا ومَا شادوا ومَن غَلَبُوا
وجُوهُهم تكتسي بالخزيِّ شاحبةً
فلا يُرجَّى لها سَيْبٌ ولا سَبَبُ
لا ريبَ كُنَّا وكان الأمسُ عِزوَتَنا
وما استَمَرَّ لنا في أمسِنا نَسَبُ
نحنُ الكرامةُ والأمجادُ إنْ ذُكِرَتْ
ونحنُ مَلأَى بِنَا أَوْرَاقُهَا الكُتُبُ
ونحنُ بَعثُ المَنَايَا والحُتُوْفِ إذَا
ما أوقَـدَ النَّـارَ بَـوَّاقٌ ومُستَلِبُ
بَدءُ الحَضَارَةِ والتَّارِيخِ كان بنا
فلن يُتوِّهَنا زيْفٌ ولا كَذِبُ
نحن الجِبَالُ وما دون الجِبَالِ لنا
مَرَافِيءٌ ولنا الأعمَاقُ والسُّحُبُ
نحن الرِّياحُ ورُكبانُ الرِّياحِ ضُحَىً
ونحن عَصْفٌ إذا ما أَلْيَلَ الغَضَبُ
نحن النُّجومُ سَمَونا كُلَّ مَنزِلةٍ
ونحن شُهْبٌ إذا ما عُدَّتِ الشُّهُبُ
ونحن قومٌ مَزَايَانَا مُؤَصَّلَةٌ
فما تَوَانَى بنا كَسْبٌ ولا حَسَبُ
من خَلفِنَا حِكمَةُ الأسلَافِ شَاهِدَةٌ
وبالمَآثرِ كم رَاجَتْ بنا الحِقَبُ
أمَّا وقد سُلِبَتْ مِنَّا كرامتُنا
فهل يعودُ لنا من بعدها سَلَبُ؟!
نبضُ العُرُوبةِ بادٍ حينَ تَرقُبُهُ
لكنَّهُ كَدَويٍّ الطَّبلِ يَضطَرِبُ
(بُهلولُ) في عَتَبَاتِ القَومِ مُمْتَشِقٌ
سَيفَ القِصَاصِ ولكنْ سَيْفَهُ قَصَبُ
وفي المَنَامِ هِزَبْرٌ صَاخِبٌ ويَدٌ
طَوَّاحَةٌ غيرَ أنَّ الحُلمَ مُقْتَضَبُ
***
ياليلُ نُمْنَا ،فهل في النَّومِ مَحْمَدَةٌ
لِمَن حَوَالَيهِ ذِئبُ البِيـــدِ يَحتَطِبُ؟!
أَأَصدَأَ الخَوفُ أسيَافًا لنا غُمِدَتْ؟
أم نَابَ عنها قَطِيعُ البُومِ يَختَطِبُ؟
القَهرُ والذُّلُ والأوجَاعُ تحصدنا
ونحنُ نَشكو ونَستَجدِي ونَحتَسِبُ؟
***
فَاقَ احتِمَالي حَنِينٌ بِتُّ أَحمِلُهُ
وما بَدَا لي إلى نِسيَانِهِ رَغَبُ
فالقُدسُ بَيتِي ومَن يَنعَى الدِّيَارَ أخي
والجُرحُ جُرحِي وما شَطَّتْ بيَ الحُجُبُ
أسى العُرُوبةِ يَطوِيني ويَنشرُني
ويَمتَطِي مُنتَهَى أحلاميَ التَّعَبُ
فلا المُروءةُ تنأى عن مُقَارَعَتي
ولا المَهَانةُ تحلو لي فأجتَنِبُ
إذ كلَّما حاولَ النِّسيَانُ يُشغِلني
لاحَتْ بِعَثْرَتِهَا الأوْطَانُ تَنْتَحِبُ
أتيتُ في زمنٍ يهفــــو إلى زمَنٍ
أبهى حضورًا ولكن حَالهُ عَجَبُ

عبدالحميد العامري

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان