غيداء....أحمد رستم دخل الله

 

الصّمتُ أبلغُ والكلامُ شقاءُ


غيداء

الصّمتُ أبلغُ والكلامُ شقاءُ
حيث استبدّت بِالحشا حوّاءُ
وبَريقُ حسنٍ مُوجِعٍ لِمَن اتّقى
هذا الذي في عرفِكم بلواءُ
الحبُّ أقوى ما يُرَقُّ بهِ الجوى
ما بال عقلٍ خانهُ الإصغاءُ
في حضرةِ العشقِ المُغلَّبِ والأنا
الصّدقُ يطغى ما لهُ ضوضاءُ
من قرطِ أذنِها لِلكواعبِ مشربٌ
لا ليس تُعلِنُ ذلك الأحشاءُ
مخمورةٌ بِقدودِ عجزٍ مُثقلٍ
كَالزيزفونِ، كأنّها الفيحاءُ
مسدولةُ الشَّعرِ المُلامسِ ظهرَها
كالموجِ يُخلي راحتيهِ الماءُ
وبِها المعاجِزُ مُدمَجٌ أردافُها
كَكثيبِ رملٍ ما بهِ مَشّاءُ
قد خَضّبَت حُمُرَ الخدودِ دماؤُها
وتبصّرت من دفقِها الرّمضاءُ
قد أنكرت ألحاظُها عشقاً بدا
فتسارعت في فضحِها الآلاءُ
قد كان يُحكى قبل ذا أنّ الوفا
ما بين أطرافِ الهوى إيفاءُ
إنّ الذي عزفَ اللحونَ موجَّداً
هو أطرشٌ، بل أبكمٌ نَسّاءُ
إنّ الذي قصرَ العيونَ مسهَّداً
لا ما يُرى في وجهِهِ الإيماءُ
كم مرّةٍ سألَ الهوى أتباعَهُ
هل جاوبوا عن سُؤلِهِ وأفاؤوا ؟!
بالله فاسألْ هل يُؤاخَذُ هائِمٌ
قد نال حُكماً ما بهِ إرجاءُ ؟!
كم عاشقٍ سُلِبَ الحشاشةَ مُرغماً
ما كان يجدي لِلرُّجوعِ دواءُ
في الخافقين علامةُ الحبِّ الذي
فتقَ الفؤادَ ونجمُهُ الجوزاءُ
سيُصَبُّ رغماً كأسُ عشقٍ مُثمِلٍ
مهما يُوارى في الثّرى أحياءُ

أحمد رستم دخل الله

ليست هناك تعليقات