رمضان و أمي....أبوسهل بن أبي ضياء (ضياء عبدالسلام عبده أحمد)


 

رمضان و أمي

رمضانُ أقبَلَ يا لِفرحَةِ مُهجَتِيْ
وبِقَدرِ ذاكَ السُّعدُ قلبِيْ يحزَنُ
فلَقَدْ فَرِحتُ بما بهِ مِنْ رحمَةٍ
وحزِنتُ أَنِّيْ دونَ أُمِّيْ أَسكُنُ
أُمَّاهُ كم أشتاقُ يا نبعَ الدُّعا
لا صوتَ عندي من دُعائِكِ أَحسَنُ
أُصحُ‹و› أيا ولدي سُحورُك جاهزٌ
تكسو مقالَكِ رحمةٌ وتحنُّنُ
من ذا سيُرشِدُنِيْ إذا أخطأتُ مَنْ
مِنْ بعدِ أُمِّيْ هل فؤادِيَ يأمَنُ؟!
يا ليتَ لِي كالطيرِ ريشًا ليتني
نحوَ البلادِ أطيرُ لو أتمكَّنُ
أحظىٰ بِقُبلةِ رأسِها وجبينِها
وأقولُ يا أُمِّيْ حنانُكِ موطِنُ
إنِّيْ لأَذكُرُ صوتَها فتهُزُّنِيْ
ذِكرىٰ الجِنانِ وحالتي تتحسَّنُ
حاولتُ أُخفِيْ دمعتِيْ لم استطع
الشوقُ يَغلِبُ والشجاعةُ تجبُنُ
أُمَّاهُ فَلتَرْضَيْ عَلَيَّ لعلَّني
أنجو وفي جنَّاتِ خُلدٍ أَسكُنُ
هيَ ملجَأٌ هيَ مسكَنٌ هي مأمَنٌ
هيَ جَنَّةٌ هل ثمَّ منها أثمَنُ؟!
فكساكِ ربي ثوبَ عافيةٍ ولا
شرًا أراكِ ولا فؤادُكِ يحزَنُ
يا لائِميْ في الحُزنِ أَقصِرْ إنَّما
تدعو المشاعرُ والجروحُ تُؤَمِّنُ
إنِّيْ لأَكتبُ ما كتبتُ ودمعتي
فوقَ الخدودِ كَمِثلِ مُزنٍ تهتُنُ
ماذا عسايَ أقولُ عن شَوقِيْ وهل
يَشفي لهيبَ القلبِ قولٌ يوزَنُ؟!
يا ربُّ أَلهِمْ قلبِيَ الصبرَ الذي
أَلهمتَ أيوبًا فإنِّيْ مُوهَنُ
إنِّيْ رَضِيتُ بما قَضَيتَ فربما
وسطَ المصائِبِ ثَمَّ خيرٌ يكمُنُ

ضياء عبدالسلام عبده أحمد

ليست هناك تعليقات