شُموسُ الحَق..هيثم محمد النسور

 


شُموسُ الحَق..

نَــكَــثَ الــزَّمــانُ، وعــابَـتِ الأَيَّـامُ
لَـمْ تُـجْــدِ فِـيـهِ نَـصِـيـحَـةٌ وَمَـلَامُ
يُنْـضِي لِسَيفِ الظُّلْمِ دُونَ مَــهَـابَـةً
فَــوْقَ الــرِّقَــابِ مُــشــهَّــرٌ صَــرَّامُ
غَارَتْ شُـموسُ الحَقِّ فِيْ أَوْكَارِهِمْ
وَالْـعَـدْلُ فِـيْ أَقْـذَى الْـعُيُوبِ يُذَامُ
وَكَـأَنَّ عَـهْـدَ الْـجَـاهِـلِـيَّـةِ مَا مَضَى
فَـالْـفَـاجِـرُ الــزِّنْــدِيــقُ فِـيْـهِ إِمَـامُ
وَلـَّـى الْــفَــخَـارُ لِأُمَّـةٍ كَــانَـتْ لَـهَـا
فَــوْقَ الــنُّـجُـومِ مَـرَاتِـبٌ وَمَـقَــامُ
يَـا أُمَّــةً فِــيْـهَـا الْـغَـبَـاءُ سَـلِـيـقَــةً
وَجَــزَاءُ مُــجْــتَــرِمَ الـزِّنَــا إِكْــرَامُ
أَضْـحَـتْ كَمَا الْعَمْيَاءِ ضَلَّتْ نَهْجَهَا
فَـعَـسَـى يُـعِـيـدُ سُـمُـوَّهَـا الإقْـدَامُ
وَفَـرَاعِـنُ الْأَعْـرَابِ عَابَ ضَمِيرُهُمْ
فَــكَـأَنَّــهُـمْ بَــيْـنَ الْـوَرَى أَصْــنَــامُ
وَالْـحَـالِـمُـونَ تَـحَـطَّـمَـتْ آمَـالُـهُـمْ
وَالْـفَـاسِـقُ الـرِّعْـدِيـدُ لَـيْـسَ يُـلامُ
وَيِّــلَاهُ مِــنْ دَهْــرٍ عَــثَــتْ أَيَّـامُــهُ
فِــيْ أُمَّــةٍ، قَــدْ عَــزَّهَـا الْإِسْــــلَامُ
قَـالَـتْ: كَــفَــاكَ مَـلَامَـةً، تَارِيخُـكُمْ
عَــبَــرَتْ عَـلَى أَنْــقَـاضِـهِ الأَعْــوَامُ
جَارَيْتُ ﻛُﻞَّ النَّاسِ ﺣَﺴﺐَ خِصَالِهِمْ
وَاحَــسْــرَتَــاهُ فَــجُــلُّــهَــا أَوْهَـــامُ
أَوَمَـا يَـكِـيـدُ عَـلَى الشَّقِيقِ ﺷَﻘِﻴﻘُﻪُ
ﻭَتَــقَــطَّــعَــتْ مَـا بَـيْـنَـكُـمْ أَرحَـامُ
ﺿَـﺎﻗَـﺖْ بِـيَ الـدُّنْـيَـا فَعُسِّرَ رَحَّبُهَا
فَـــإِلَامَ آثَـــمُ خِـــزْيَـــكُــمْ وَأُلَامُ ؟
يَـاثَـائِـرِيـنَ عَـلَـى الـزَّمَـانِ تَـمـهَّلوا
سَــتُــحَــقَّــقُ الآمَــالُ وَالْأَحْــــلَاَمُ
لَابُـدَّ لِـلـدَّيْـجُـورِ مِـنْ أَنْ يَـنْـجَـلِـي
وَيَــصُــدَّ ظُــلــمَ ذِئَــابِـهِ.. مِـقْـدَامُ
فَـسَـلِ الـدِّيَـارَ إِذَا وَصَلتَ وَقُلْ لَهَا
حَــتَّــامَ مَــجَّــدُكِ يَــزْدَرِيــهِ لِـئَـامُ

هيثم محمد النسور


ليست هناك تعليقات