رَوَيتُ وِسادتي ماءَ العيونِ....د. محمد آل داود

فأنبتَ في الحشا دَوحَ الشجونِ

 

رَوَيتُ وِسادتي ماءَ العيونِ


رَوَيتُ وِسادتي ماءَ العيونِ
فأنبتَ في الحشا دَوحَ الشجونِ
.
وأثمرَ فيه أشواكاً ومُرَّاً
تدلَّى من عناقيدِ الغُصونِ
.
وألقَمَني جَناها الدهرُ حتى
لقد قَطَعتْ بِغُصَّتِها وَتِيني
.
فما في الكونِ أثقلُ من همومٍ
تصاغُ من الصبابةِ والحنينِ
.
ولا في الناسِ أشقى من مَشوقٍ
ولا كالشوقِ أضنَى للمتونِ
.
ولا في الجوفِ أحزانٌ كعشقٍ
تغلغلَ فيهِ كالسِّرِ الدفينِ
.
ولا نارٌ كنارِ البُعدِ تَكوِي
حَنايا العاشقِ الصبِّ الحزينِ
.
وقد زادَ اللظي وهمومَ قلبي
سقامٌ بالحبيبِ بلا سكونِ
.
فأجَّجَ في فؤادي كُلَّ داء
يُؤَوِّب بالتأوهِ والأنينِ
.
فليتَ سِقامَهُ حَلَّت بِجسمي
ويبرا سالما في كلِّ حينِ
.
دعوتُ اللهَ يجعلُني فداءً
لمن أهوى بقلبي والعيونِ
.
ويا ربِّ اشْفِهِ من كُلِّ دَاءٍ
وعافِ وصُنْهُ بالحصنِ الحصينِ

د. محمد آل داود

ليست هناك تعليقات