لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

 

خذوا بدمى ذات الوشاح...

خذوا بدمى ذات الوشاح فإننى

رأيت بعينى فى أناملها دمى

أغار عليها من أبيها وامها

ومن خطوة المسواك إن دار فى الفم

أغار على أعطافها من ثيابها

إذا ألبستها فوق جسم منعم

وأحسد أقداحا تقبل ثغرها

إذا أوضعتها موضع المزج بالفم

خذوا بدمى منها فإنى قتيلها

فلا مقصدى إلا تقوتوا تنعمى

وقولوا لها يا منية النفس إننى

قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلم

ولا تحسبوا أنى قتلت بصارم

ولكن رمتنى من رباها بأسهم

لها حكم لقمان وصورة يوسف

ونغمة داوود وعفة مريم

ولى حزن يعقوب ووحشة يونس

وآلام أيوب وحسرة آدم

بكيت على من زين الحسن وجهها

وليس لها مثيل بعرب وأعجم

مدنية الألحاظ مكية الحشا

هلالية العينين طائية الفم

ممشوطة بالمسك قد فاح نشرها

بثغر كأن الدر فيه منظم

أشارت بطرف العين خيفة أهلها

إشارة محزون ولم تتكلم

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا

وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم

فو الله - لولا الله والخوف والرجا

لعانقتها بين الحطيم وزمزم

وقبلتها تسعا وتسعين قبلة

براقة بالكف والخد والفم

ووسدتها زندى وقبلت ثغرها

وكانت حلالا لى ولو كنت محرم

ولما تلاقينا وجدت بنانها

مخضبة تحكى عصارة عندم

فقلت : خضبت الكف بعدى

هكذا يكون جزاء المستهام المتيم ؟

فقالت وأبدت فى الحشى حر الجوى

مقالة من فى القول لم يتبرم

وعيشك ماهذا خضابا عرفته

فلا تك بالبهتان والزور ظالمى

ولكننى لما رأيتك نائيا

وقد كنت كفى فى الحياة ومعصمى

بكيت دما يوم النوى فمسحته بكفى

فاحمرت بنانى من دمى

يزيد بن معاوية ..