بائية الغضب...شعر هيثم محمد النسور.
بائية الغضب..
لـلَّـهِ مـاذا دهــاكُـم أَيُّـهــا الــعـربُ أَين المروءةُ والأَنسابُ والـحَـسبُ خِبـتـُم تـزاني وعُهرًا صارَ ديدنَكم واللَّـهِ هـذا الـذي مـا كنـتُ أَرتَـقِبُ قـد صَحَّ عنـدي وعند الناسِ أَنَّكمُ لابـنِ سلولٍ عُبـيـدِ اللَّهِ تـنـتـسبـوا كالبَـغـلِ يـَفـخَـرُ أَنَّ الخيلَ صار له خـالًا شَـفـوقًـا، ولكنَّ الـحـمـارَ أَبُ لاغَـروَ لـو أَن بـَدا أُنـسٌ بـظاهركُمْ فالحقدُ في جوفِكم يثوي ويستَتِبُ لاعـَذَّبَ اللـَّهُ مَـن يُـلـحيـكـُم جهَرًا مامَسَّكُـم من أَذى أَقـداسِنا غَضَبُ أَخـلاقُكُم مُـشِّجَت رِجسًا بهِ دنَسٌ لم يَـبقَ في أصلكُمْ طُهرٌ ولا أَدبُ هـجَّرتمُ المصطفى من مكَّةٍ عَسفًا في غَمـرةِ البيـدِ والرمضاءُ تلتهبُ إِلى الـمـديـنـةِ والـصديـقُ صاحبُهُ والأَوسُ والخزرجُ الأَنصارُ يرتقبوا والـلَّـهُ أَيـَّدهُ فـي نـصـرهِ فَـعـفى عن كل ما اقتَرفَت أَيديكمُ الجُرُبُ مـلأْتـمُ الأَرضَ أَرجـاسًـا ومَـفسَدةً فليـَمسـخِ اللَّـهُ من سمَّـاكـمُ العربُ فـمـا الـحـيـاةُ الـتـي غَـرَّتـكـمُ إِلاَّ صحيـفـةً شرحُـها بالخِزيِ يُكتتَبُ يـغيـضُ منـهلـُكم نَضبـاً فما نبعَت عيـنٌ، وأَقحلـتِ البـَطـحاءُ والتبَبُ ريـاضكُم أَمـحَلت عابَت مغارِسُها نرجو من اللَّهِ قحطُ الأَرض ِوالجَدبُ غَـدا ذميمًا وفي القيعانِ سُؤدُدكُم نَشكـو إِلى اللَّهِ بُرحاكُم ونَحتسِبُ أَستـغـفرُ اللـَّهَ إِن في قـولنـا صلَفٌ قَـولي رصيـنٌ رزيـنٌ مـا بــهِ عِيَبُ نظمـتُ شـعرًا يُـعَرّي عُهرَكم جَهَرًا مالـيـس تَفـتـِكُـه البـَواتِـرُ القُـضُبُ عبَّرت عمَّا يفيضُ القلبُ من حِكمٍ بلغتُ ماكنتُ أَرجو وانتهى الطلبُ حتى البَوادي من الأَعرابِ قد سَئِمَت في بَـغيـهم كل أَوغـادِ الدُنـا غَلَبوا فهـل نُـحابي مَـنِ القُـرآنُ يَـنعتُـهم أَهلُ النِّفاقِ طَغى استِحضارَهم كَذِبُ أَشَـدُّ كُـفــرًا وإِلـحــادًا وزَنـدَقَــةً وَصـفٌ مـن اللَّهِ لا زَيفٌ ولا رِيَبُ أَضـرِبْ لـكـم مَثلاً نادى السُراةُ به لا يـَسـتَـقـيـمُ لـكَـلـبٍ شـارِدٍ ذَنَـبُ مهـما تَـقَولَـبَ يـبقى الإِعوجاجُ به مِــزوَرُّ مِــعــورُّ مـِعــوجٌ بـــه وَربُ كـم غيَّـرَ الدهـرُ من حـالِ فـقـلَّـبها يـاللزمـانِ فـكـم في حكـمـهِ خَبَبُ أَسلافُنا سادوا في الدنيا، بعهدهُمُ تصاحبَت في البراري الشاةُ والذئَبُ أَستـودِعُ اللـَّهَ من كـانـت مَكارِمُها فَـضـائِـلًا وخِـصـالًا مـالـهـا نَـضَبُ في ظِلِّها يأْنسُ المرتاعُ من وجَلٍ يـهـابـها القَـدرُ الجـاري ويَنسحبُ
التعليقات على الموضوع