أعطشُ لفَوضاكِ،
بيروتُ وأنتِ!
بيروتُ أنتِ في المرآةِ،
وأنتِ أنتِ في خواتمِ البحرِ فيها!
كان البحرُ يوقظُ الموسيقى
ألوانًا لوشمٍ على خصركِ
قبل عام...
كم مرّة يسقطُ الدّمعُ هنا
ويقفُ الغرابُ الشَّمَّاتُ
أمامَ فرحِ الأطفالِ هنا؟!
كم مرّة يسقطُ الدّمُ هنا
وتولدُ في الزّحامِ رغبةٌ
تجرفُ النّملَ إلى حلوى البلادِ الغريبة؟!
كم مرّة كنتِ أنتِ في أنا بيروتَ
تغازلينَ الدّهشةَ في عينِي
فيسقطُ الكونُ كنورسٍ
في السّكون!
كم مرّة علينا أن نموتَ
لنعرفَ أنّ الحياةَ قصيرةٌ
وفقيرةٌ... كأغنيةٍ في جيبٍ ثائرٍ قتلهُ الرّعاع؟!
كم مرّة يسقطُ الدّمعُ
قبلَ أن تدركَ الغربان
أنَّ المدنَ العتيقة كالّلؤلؤِ، كالمرجان،
كالعطرِ، كالزّيتِ، كمَاءِ الوردِ
في الوريد،
في البريد الآتي من بعيد،
في كلّ وليدٍ جديد...؟!
يسقطُ الدّمعُ...
أهربُ إلى عتمةٍ تبتلعني
كنجمةٍ صغيرة،
أمسكُ يدَكِ... وأسيرُ وحدي...
أفكُّ بعضَ الخيوطِ في جيوبِ اللّيل،
أفتحُ نافذةً وأُطلُّ:
كلُّ شيءٍ... ينام!
أقرأُ يدَكِ:
خطوطٌ هوجاء،
أوراقٌ تناثرتْ،
عصفورٌ على دفترِ الرّسمِ،
زيتٌ يفيضُ من مزودٍ،
طيفُ رجلٍ... يصلّي!
أخالُكِ تقولين: "مُربَكٌ مكانُكَ،
مُربِكٌ أنتَ...، تشغلُكَ الحربُ
والأطفالُ
وأكياسُ "غزل البنات"
وبائعُ القهوةِ، يقرأ الفناجينَ
في أحذيةِ العابرينَ
فوق الرّصيف...!".
أعطشُ لفوضاكِ، بيروتُ وأنتِ...
أفهمُ ما لن تقوليهِ يومًا،
أعرفُ...
هذا الجرحُ في عينِكِ
يشربُني على مهلٍ
ليَسقي عروقي
في التّراب...
التعليقات على الموضوع