ربيـع وخـريف...الشاعر حسن منصور

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

ربيـع وخـريف...الشاعر حسن منصور

ربيـع وخـريف...الشاعر حسن منصور

ربيـع وخـريف


شاخَ الـزّمـانُ فلا حُـبٌّ ولا غَــزَلُ || وَصارَ جُـرْحُ الهَوى خَدْشاً وَيَنْــدَمِلُ
وكيْف يعـشقُ مَنْ مَـلَّ الحَـياةَ وفي || أكْـنافِـهـا الـهَــمُّ وَالّـلأواءُ وَالـعِــلَــلُ
وكيفَ يَعْشقُ مَنْ طـالَ الـزَّمـانُ بِهِ || وَظَـلَّ يَـذْوي عَـلى مَـهْــلٍ وَيُخـتَـزَل
حـتّى اسْـتَحــالَ إلى أشْــلاءَ بالِــيَةٍ || وَإِنَّـهُ سـالِـكٌ دَرْبَ الـــذيـنَ بَـلــــوا
وكـيْفَ يَعـشـقُ مَـنْ دُنْـيـاهُ تَـرْكُـلُـهُ || كَـأنَّـهُ كُـــرَةٌ يَلْـهـــو بِهـــا رَجُـــــل
يُريدُ إُخْــراجَهـا مِنْ مَلـعَـبٍ وَعِــرٍ || مــا عــادَ فـيـهِ لَهــا دَوْرٌ وَلا عَـمَـل
وَالمـرْءُ يَسعـى بِجِـدٍّ وَهْوَ ذو أمَـلٍ || وَيَـنــتَهي سَــعْــيُهُ إِنْ فـــاتَهُ الأَمَــل
لمْ يَـبْـقَ لي أمــلٌ لَـلـحُـبِّ يَدْفَـعُـني || ولـيسَ لي فــيهِ إِغْــراءٌ وَلا قِــبَـلُ
وَهــلْ يُعـــيـدُ إلـيَّ العُـمْــرَ ثانِــيَـةً || ذوو الفضائِلِ إنْ جادوا وَإِنْ فَضُلوا
***********
وَرُبَّ غــانِـيَـةٍ قــالــتْ أحِــبُّـكَ يا || كلَّ المُـنى رُغـمَ أَنَّ الشَّعْرَ مُشتَعِـل
قلتُ اسْمَعي يا رَعاكِ اللهُ وَاتَّئِدي || لـوْلا التَّـأنّي لَما ساسوا وَلا عَـقَــلوا
انتِ الرّبـيـعُ بهِ الأزهـارُ ناضِـرَةٌ || أنا الخــريفُ وَفي أغْــصـانِـهِ عِـلَـل
أيَنْـبُتُ الزهرُ في غصْنٍ بهِ تَـلـفٌ || والمــاءُ جَـفَّ بهِ والرَّوْنَقُ الخَــضِل
وكيفَ نرْبِطُ أزهارَ الربيعِ بِأغْــــــ ـصانٍ ذَوَتْ، بِاصْفِرارٍ عُـمْقُهُ الأجَل
يمامَـةٌ أنتِ كلُّ الأرضِ تَعْـشقُـهـا || وَالرَّوْضُ هَـشَّ لَها والسَّهـلُ والجبَل
يمـامَـةٌ أنتِ في الآفــاقِ سارِحَــةٌ || ولسْتِ تائِـهَــةً ضـاقَـتْ بكِ السُّــبُـل
فَبادِري معْ رِفاقِ العُـمْرِ لا تَقِـفي || بِالـبـابِ حــائِـرَةً وَالـنّـاسُ تَـهْــتَـبِـل
***********
قدْ كُنتُ مِثْـلَـكِ أيّامَ الصِّـبا نَشِـطاً || إنْ فـاتَني النَّـوْمُ لا شَكوى ولا كَـلَـل
وكنتُ قبْلـَكِ مِثلَ الطـيْرِ مُنطَلِـقــاً || ولمْ يَكُـنْ شـاغِــلي يَـأسٌ وَلا كَـسـل
يُشَـقْـشِقُ الفَجْرُ والأنوارُ توقِظُني || وَصُـبْـحُـنا مَهـرَجـانٌ مـا لَـه مَــثَـل
وَالطـيرُ يَصْدَحُ بِالألحانِ ساحِـرَةً || بِعُــشِّهِ فَــرِحــاً يَشْــدو وَيَحْــتـفِــل
يَرى حَـبـيـبَـتَـهُ صـارتْ رَفـيقـتَه || وَعَــمَّ عُــشَّـهُـمُ الأفْــراحُ وَالجَـــذَل
وَمِلْءُ عَـــيْـنِهُمُ الدّنْيا وَبَهْجَــتُهــا || وَالشمـسُ دافِــئـةٌ وَالجَــوُّ مُـعْــتَـدِل
والرَّوْضُ مِن حَوْلِهِمْ أثْمارُه عَسلٌ || وَعَنْهُمُ الصَّقـرُ وَالصَّيّادُ قـدْ غَفـلوا
وَتِلكَ مَــرْحَـلةٌ جـاوَزْتُهـا وَمَضتْ || وَلـنْ تَعـــودَ وَلا الأيّـامُ تَحْــــتَـمِــل
أنا الخَـريفُ فَـلا حُـبٌّ وَلا غَــزَلٌ || أنتِ الرَّبـيـعُ فَـلا يَأسٌ وَلا عَــطَــل
وَأنتِ ظــالِمةٌ إذْ تَجْـمَـعـينَ مَعــاً || فَصْليْنِ ما اجْـتَمَعا وَالأرْضُ تَنْـتَقِـل
عـيشي حَياتَكِ مَعْ جيلٍ يُناسِـبُهـا || لِـتَسْـتَـقـــيـمَ لـكِ النُّعْــمى وَتَكْـتَـمِـل
وَهــذِهِ سُـنَّةٌ في الكَــوْنِ جــارِيَـةٌ || وَلـمْ يَكــنْ غَــيْـرَهـا دربٌ ولا بَــدَل
وإنَّ ذا العقلِ لا يَرْضى بِناقِــصَةٍ || وَلـيْسَ يَخْــدَعُـــهُ عـنْ دَرْبِـه حِــوَل
********************************************************

الشاعر حسن منصور ـ المجموعة الثالثة عشرة، ديوان (قناديل على الطريق) ص 93

الشاعر حسن منصور

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان