من كثر ما نزف اليراع على الورق...ابراهيم عمر سليمان

من كثر ما نزف اليراع على   الورق...ابراهيم عمر سليمان


من كثر ما نزف اليراع على الورق


من كثر ما نزف اليراع على الورق
نخشى على أهل البيان من الغرق
وجديدنا قد صار تكرارا وما
زدنا على من قال إن الموت حق
ماذا يقول وما أقول لأمة
صاغوا من الصمم الطغاة لها الحلق
ميساء إن قامت تلوح بذيلها
سال اللعاب وكل شيطان نهق
والخصر لا ينكره إلا جاهلا
ماذاق خمر الوصل واشتم العرق
ويقال ( رمح ) العرب يبقى شامخا
لو يطعن الصوان فيه لاخترق
(وقلوبهم ) مثل الحديد قساوة
وتلين في ( نار ) الحبيب إذا شهق
قوم إذا ما قام فيهم ناصح
قلبوا وجوههم كأنه قد بصق
يهوون ما مس القلوب مهيجا
شهواتهم والرأس يسكنه الحمق
والناس فيها الناس إما طارق
أو مطرق رضي المذلة فانطرق
والأمر للسلطان يرجع كله
وكأنه رب العباد ومن خلق
وهو الحليم إذ التقى بعدوه
ويثور في وجه الأقارب كالطلق
وكفى الثقافة بدلة رسمية
خرق على أهل التفاهة و الخرق
والشعر أكذبه جميل ما به
وهن وبيت العنكبوت إذا صدق
ويقال هذا فيلسوف شاعر
ولسانه من( فج ) حرباء لعق
القدس والشام وبغداد وما
قلناه في صنعاء بعض من حمق
وجميع ما قلناه في ليلى وفي
أسمائِها باق وبالقلب اعتلق
فلتكتبينا بين نهديك على
حجر فتنسينا وننسيك القلق
يا أمة ماظل فيها عاشق
إلا وضل وذل فيها وانسحق
أودعت فيك القلب يوم فراقنا
لا تنزعي منه هواه وما اعتنق
فإذا استجاب له الرحيم دعاءه
سيدق فيك القلب ريان الودق
وستلبسين الحب مرجا أخضرا
من كل قلب في محبتك انفلق
والكون يدري كيف تعدو أمتي
لو أنها انطلقت لفازت بالسبق
لكن من ركبوا على صهواتها
قوم أضرهم التثاقل والرهق
قوم إذ استنهضتهم قعدوا وفي
أدبارهم كرسي ذلهم التصق
قوم إذا وقف الفقير ببابهم
أخفى شقوقا في يديه وما نطق
كم عالم قد قيدوه بجهلم
أو عارف بالله أوذي وانرشق
ويكرم المحتل فينا عنوة
ويمد للأيتام كفا من سرق
وإذا تمادى شاعر بقصيدة
هرت كلابهم وبات هو الوشق
كنا نظنهم الدروع لأمة
تبا لدرع منه لابسه اختنق
وختامها لا تأمنن لكاذب
لو قال من آيات ربك ما صدق

ابراهيم عمر سليمان

ليست هناك تعليقات