شَــرَى الآسَــاد....هيثم محمد النسور

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

شَــرَى الآسَــاد....هيثم محمد النسور

شَــرَى الآسَــاد....هيثم محمد النسور


شَــرَى الآسَــاد..


أَلَا قُـــبـــحًـا لِـــدُنِّـــيَـــا تَـــزْدَرِيـــنَــا
وَفِـي أَعــتَـى الـدَّوَاهِــي تَـبْـتَـلِـيــنَــا
تُــبَــرِّىءُ سَــاحَــهَــا مِـنْ كُــلِّ عَـيْــبٍ
وَتُـلْــصِـقُ وَصــمَــةَ الْإِفـسَـادِ، فِـيـنَــا
فَــتَــخــتَــارُ الْـوَضِـيـعَ بِــلا حَـــيَـــاءٍ
وَتَــهــزَأُ مِــنْ رَشَـــادِ الــصَّـادِقِــيــنَــا
وَمَــا بَـــرِحَ الــزَّمَــانُ لَـهَـا مُــطِـيـعًــا
لـيَــشـمَــخَ زَيـفُــهَـا صَـلَـفًـا مُـشِـيـنَــا
بَـــغَــتْ وَبِــكُــلِّ مَــا يُــخْـزِي عِـبَــادًا
فَـأَصْـبَـحْـنَـا الـضِّـعَـافَ الْـخـاسِـرِيـنَـا
تُـسَـجِّـي فِـي الـثَّـرَى مِـقــدَامَ قَـــومٍ
إِذَا لَــقِـيَ الْـغَــضَــنــفَــرَ لَـنْ يَـلِــيـنَــا
فَـسَـلـهَـا أَيــنَ نَــمــرُودُ بــنُ كَــــوْشٍ
وَقَـــــارُونٌ، وَأَيـــنَ الْــبَــاذِخُــونَــا ؟
وَأَيــنَ حُــصُــونُ شَـــــدَّادِ بــنِ عَـــادٍ
وَفِـي الْــبَــتــرَاءِ أَيـنَ الـسَـاكِـنُـونَـا ؟
فَــأَردَتْ مَـنْ نَـجَـا مِـن فَـيْـضِ نُـــوحٍ
وَأَفـــنَـــتْ قَـبـلَ فِـــرعَــونٍ قُــرونَـــا
وَشَـاهِــنـشَـاهُ مَــع كِــســرَى أُبِــيـدُوا
وَصَــارُوا فِــي عِـــدَادِ الْــغَــابِــرِيــنَــا
هِـــرَقـــلُ الـــرُّومِ لَــم يُــــوقَ رَدَاهَــا
وَلَـمْ تُـعْـفِ الـسَّـفِـيـهَ وَلَا الْـفَـــطِـيـنَـا
وَمَــا تَـحـتَ الــثَّـرَى أَسـجَـتْ بُــدُورًا
تُــوَارِيــهَــا أَيَـــادِي الـــدَّافِــنِــيــنَـــــا
نُـحَـاجِـجُ أَنــفُــسًـا مِــن غَـيــرِ فَـهــمٍ
لِــمَ الأَيَّــامُ تَــعــرِكُـــنَــا طَـــحِـيـنَــا؟
أَمَــا لَــو تُـعـــرَضُ الــدُّنــيَــا لِــبَــيــعٍ
بِـبَـخـسٍ نَـحـنُ لَـســنَـا الـمُـشـتَـريِـنَـا
لَــقَـد خَـــطَّ الْـقَــضَـاءُ لَــنَــا سَـبِـيــلًا
يَـضِـيـقُ بِــنَــا عَـلَـى مَـــرِّ الـسِّـنِـيْـنَـا
أَيَـا بَـــدرَ الــدُّجَــى أُعــبُـــر رُوِيـــــدًا
عَـــسَـــاكَ تُــنِــيــرُ دَربَ الــتَّـائِـهِـيـنَـا
وَقُــل : لِـلْأَهْـــلِ إِنْ سَــأَلُـــوكَ عَــنَّـــا
نَــتُـــوقُ لِــقُـربِـهِــمْ لَـكِـن عَــيِــيـنَـــا
خَـمِــيـلــتُـنَـا غَــدَتْ مَــحــلًا يَـبَــابًــا
وَقَـد صُـلِـمَـت فَـبِـئـسَ الـصَّـارِمُـونَــا
فَنَحنُ الـشَّـمـسُ إِنْ بَـلَـغَتْ ضُـحَـاهَـا
وَإِنْ تَــــاهَ الـسَّـفِـيـنُ فَـنَـحـنُ مِـيـنَــا
صِـــرَاطُ الـصِّــدقِ مَـنـهَـجُـنَـا قَـويــمٌ
لَـنَـا فِـي الْــفِــقـهِ صِـنــوَ الْـعَـارِفِـيـنَـا
وَنَـحـنُ لِــمَـن عَـــرَاهُ الْـوَقــرُ سَـمـــعٌ
غَـــدَونَـا لِـلـكَـفِــيــفِ، حَــبًـا عُــيُـونَـا
وَنَـــعــتَــزِلُ الــــرَّزَايَـــا إِنْ دَهَــتــنَــا
نَــغُـــضُّ الــطَّـرفَ عَــمَّــنْ جَـاوَرُونَــا
مُــزُونُ الْــغَـيـثِ تَـجـذِبُـهَـا سَــمَــانَــا
لِـكَـي تَــروِي الـعِـطـاشَ الـظَّـامِـئِـيـنَـا
لَـنَــا فِـــي كُــــلِّ مَـكـــرُمَـــةٍ مَــقَـــامٌ
مَـنَــاهِــلُـنَـا لِـــوَارِدِهَــــا، سَــعِـــيــنَــا
فَـيَـرشِـفُ مِـن رَحِـيـقِ الـشَّـهـدِ صَـادٍ
بِــهِ تُــشـفَـى قُــلُــوبُ الــشَّـارِبِــيـنَـــا
وَلَـمْ نَـحـنَـثْ عَـلَى الْـمِـيـثَـاقِ عَـهــدًا
لَــنَــا جَــلَــدٌ عَـلَـى مَـا يَـــعــتَــرِيــنَــا
وَمَـا دَانَـتْ نَــوَاصِــيــنَــا اتِّــضَــاعًـــا
لِــغَـيـرِ الـلَّــهِ لَـــمْ نَــكُ خَـاضِـعِـيْــنــا
وَمَــا بِـلِــبَـاسِـنَـا خِـــلَـــقٌ سِــمَــــــالٌ
رِدَاءُ الْــفَـــخــرِ طَـــوعًــا يَـرتَــدِيـنَــا
وَحُـســبَـانٌ إِذا مَــا الْـخَـيـلُ تَــكــبُــو
شَــرَى الآسَــادِ صَـــــارَ لَـنَـا عَـــرِيـنَــا
تَـمَـــهَّــل يَـا زَمَــــــانَ الْـــغَــــدرِ إِنَّـــا
تَــــذُلُّ لَـنَـا الأَشَــــاوِسُ صَـاغِــريـنَــا
أَأَطـــــلالَ الــرُّبُــــوعِ إِلَــيـــكِ مِــنَّـــا
مَــع الْأَسـحَــارِ شَــوقُ الْـوَالِــهِــيــنَــا
فَلَمْ يُـبْـقِ الـنَّـوَى فِي الْـقَـلْـبِ صَـبـرًا
وَدَمـعِـي مِـن قَـــذىً لَـذَعَ الْـجُـفُـونَــا
زَجَــرتُ الْـعَـيـنَ إِذْ هَـمَـلَـت فَـقَـالَــتْ
حَـقُـــودٌ إِنَّ قَــلــبَــكَ لَــنْ يَــلِـــيــنَــا
كَــمِ اسـتَـعــطَـفـتُ أَبـتَـهِـلُ اللَّـيـالِـي
وَلَــكِــن لَا مُــصِـــيـخَ وَلَا مُــعِــيــنَـــا
فَـكَـيـفَ تُـريـدُنِـي أُخــفِـي دُمُـوعِــي
وَظَـعــنُ الأَهــلِ قَــاصٍ لَا يَــبِــيــنَـــا
سَـأَنــدُبُــهَـا دِيَــارًا غِــبــتُ عَـــنـــهَــا
وَلَـنْ نَـنـسَـى الْـمَــرَابِــعَ مَـاحَــيِــيـنَـا
مَـتَى دَهـرِي الـبَـخـيـلُ يَـجُـودُ يَـومًـا
لِـكَـي نَـحـظَـى بِـوَصلِ الـشَّـائِـقِـيـنَــا
بَـنُـو قَـوْمـي اسـتَـفِـيقُـوا قَـد طَمَاكُمْ
قَـــتَـــامٌ مِــن عَـــجَــاجِ الأَنــدَرِيــنَــا
نُــوَبِّــــخُ دَهـــــرَنَـا مِــن دُونِ ذَنـــبٍ
جَـنَـاهُ يُـضِـيـرُنَـا، وَالْــعَــيــبُ فِـيـنَــا
لَــنَــا رَبٌّ يُــزيـــلُ الــبُـــؤسَ عَـــنَّــــا
وَمِـمَّـا حَـــاقَ مِـن خَــطـبٍ، يَـقِــيـنَــا
تَـــرَفَّــعْ لَا تَــكُــنْ فَــظًّــا غَــلِـــيــظًــا
جَحُودًا بِـالْــهَــوَى خَـصْــمًـا مُـبِــيـنَــا
نَــقَـــاءُ الــنَّـــفـــسِ زَيَّـــنَـــهُ حَــيَــاءٌ
وَمِــنْــهَــاجُ الــصِّـحَـابِ الــتَّـابِـعِـيـنَــا
فَـهَـجــرُكَ لِـلْـوَضِــيــعِ صَــلاحُ أَمـــرٍ
وَرِفــــقٌ بِـالْــفُـــؤَادِ، لِــيَـســتَـكِــيـنَــا
وَمَـنْ هَــرَفَ الْـحَـدِيـثَ بِــلَا يَــقِــيـنٍ
فَــإِنَّ الْـحُـــمْـــقَ كَـــانَ لَـــهُ قَــرِيـنَــا
فَــوَا أَسَـــفِـي عَــلَـيَّ غَـــدَا فُــــؤَادِي
صَـريــعًـا طُـــمَّ فِــي رَمْــسٍ دَفِـيـنَــا
فَـــلَا تَـأْمَـــنْ لِــحَــادِثَـــةِ الـلَّــيَـالِـــي
فـإِنَّ الْــحِــقــدِ صـارَ بِـهَـا رَهِــيــنَــــا
أَيُــعــقَـــلُ أَنَّ ذِئْــبًــا صَــــانَ شَـــــاةً
وَيَـغـدُو فِــي صَــدَاقَــتِـهَـا أَمِـيـنَــــا؟
فَـإِنْ عَـجــزَ الـلِّـســانُ بَــيَـانَ غَــمِّــي
تَــكَــفَّــلَ مَـدمَــعِـي كَــيْـمَـا يَـبِــيـنَــا
إِلَــهِــي فَـاصـــرِفِ الْــبَـأْسَــاءَ عَــنَّـــا
لِــغَــيــرِكَ مَــا رَضَـخــنَـا سَـاجِــدِيـنَـا
خَـلَـقـتَ الـنَّـاسَ مِــن عَـلَـقٍ مَــكِـيــنٍ
تَــعَــالَـى الـلَّـهُ خَــيْــرَ الْـخَـالِــقِــيـنَــا

هيثم محمد النسور


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان