مَرسَاكَ يَنأَى
مَرسَاكَ يَنأَى
وَالبُحَيرَةُ صَحرَا
لَا شَيءَ إِلَّا أَنتَ تَنزُفُ شِعرَا
جَفَّت مَآقِي البُوحِ
لَو لَا لَحظَةٌ
فَتَحَت لِبَاقِيكَ المُكَافِحِ دَهرَا
صَنَعَتكَ رَوحُ الأَبجَدِيَّةِ شَـاعِرًا
تَحيَا الحَيَاةَ عَلَى حَياةٍ أُخرَى
الأَرضُ خَاوِيِةٌ
وَوَحدُكَ فُوقَهَا؛
نُوحَانِ يَقتَسِمَانِ فِيكَ البَحرَا...
ضَع فِي الفَرَاغَاتِ المَلِيء هُدُوؤُهَا
زَفَرَاتِ مَا عَانِيتَ
شَطرًا
شَطرَا
قُل مَا تَيَسَّرَ مِنكَ
إِنَّكَ مُصحَفٌ؛
فَيَدُ السَّمَاءِ تَمَدُّ نَحوَكَ جِسرَا
السَّامِعُونَ
النَّاظِرُونَ
الشِّعرَ مِن أَعمَاقِ ذَاتِكَ
يَحسَبُونَكَ حِبرَا
وَالرُّوحُ تَخرُجُ عِندَ كَلِّ قَصَيدَةٍ
يَا لَيتَهُم وَضَعُوا لِهَـٰذَا قَدرَا.
المَسرَحُ المُكتَظُّ بِالتَّصفِيقِ
قَد أَحيَيتَهُ،
وَقَتَلتَ نَفسَكَ جَهرَا
ظَنُّوكَ مِن إِعجَابِهِم مُتَبَسِّمًا
وَتَبَسُّمُ المَقتُولِ يَعنِي: القَهرَا
لَا يَشعُرُونَ بِجِنحِكَ المَكسُورِ
بَل يَستَمتِعُونَ بِهِ،
وَكَيفَ أَصَرَّا...!
هَذَا الشُّرُودُ البَحتُ
فِيكَ ضَجِيجُهُ
يُلقِيكَ فِي التَّابُوتِ
شِبرًا، شِبرَا...
مُتَوَكِّئًا مَا فِيكَ
تَسلُكُ مَا بَقِى مِن عُمرِكَ المَنفِيِّ
تَخلُقُ عُمرَا
الدَّربُ مُزدَحِمٌ بِفِكرِكَ
مَا بِهِ مِن مَوضِعٍ
إِلَّا وَحِسُّكَ مَرَّا
لَيلًا
تُحَدِّثُكَ الجِهَاتُ السِّتُّ:
لَن تَحيَا بِسِجنِ الشِّعرِ إِلَّا حُرَّا
حَلِّق
فَضَاؤُكَ وَاسِعٌ
لَا تَلتَفِت لِلأَرضِ
قَد ظَلَمَتكَ؛
دَعهَا تَعرَى
رَغِبَ المَصِيرُ بِأَن تَكُونَ بِمَوطِنٍ
آمَنتَ فِيهِ،
وَفِيكَ يُعلِنُ كُفرَا
ضَمِّد جِرَاحَكَ بِالقَصَائِدِ دَائِمًا
فَالعَيشُ فِي صَنعَاءَ حَربٌ كُبرَى.
الشامخ نايف