لو كنتُ أنثى في الزّحام العربيّ...هنيبعل كرم

 

لو كنتُ أنثى في الزّحام العربيّ...هنيبعل كرم



(لو كنتُ أنثى في الزّحام العربيّ)

لو كنتُ أنثى لاستطعتُ أن أقولَ
كم عرفتكِ بالسرِّ وحدي...
لأخرجتُ لكِ السّماءَ من قبّعةِ الغَيبِ
ثوبًا مغزولا بعطرِ البداية،
لمددتُ يدي... أقطفُ النّجومَ لشالكِ
نجمةً نجمةً أعلّقُها
كالسّكّرِ فوق أعيادِ الفقراء!
لو كنتُ أنثى
لعرفتُ كيف يعملُ اللهُ في رحمٍ
حين يُخرِجُ الحبَّ إلى الدّنيا
إلهًا...
لاستطعتُ أن أقولَ
كيفَ يلدُ النّدى القيامةَ
على ساقِ وردةٍ
ويذوبُ في مهبِّ الفصولِ كي يلدَ
للحياةِ اللغةَ لا عربيّةً، لا غربيّةً،
بل كجدولٍ تحت ياسمينةٍ
يغنّي...!
لو كنتُ أنثى في هذا الزّحامِ العربيّ
لولدتُ عالمًا آخرَ، شمسًا جديدة،
ولا شيءَ أكثرَ من زهرِ مريمَ،
لسناءَ،
لمريمَ،
للأطفالِ،
وللرّياح...

هنيبعل كرم


ليست هناك تعليقات