لأنك الشام ...صفيةالدغيم

لأنك الشام ...صفيةالدغيم


لأنك الشام

دريتِ بِتيهي فيكِ ليتَكِ لم تدري
وليتكِ لمِّا فاضَ حُسنُكِ لم تجري
فحين رأيتُ البحرَ يَفصلُ بيننا
شددتُ على طَرْفِ الشِّراعِ عُرى صَبري
أراكِ ولا أخفيكِ ما عدتُ مُدرِكاً
أُرِيتُكِ جهراً أم أُرِيتُكِ في سِرِّي
فديتُ التي تدري بأن وُعودَها
تُسمِّنُني من بعدِ صَومِيَ للنّحرِ
جمعتُ عذاباتِ البريَّةِ كلِّها
كأني وليدُ الحزنِ من سالفِ الدَّهرِ
أأغراكِ أنِّي فيكِ أحنيتُ هامتي
لتُلقي بما يشقي الجبالَ على ظهري ؟
لَبِستُكِ عِقداً ياشآمُ فَراقِبي
بعينيكِ كيفَ الوردُ ينمو على صدري
ونامي على زندي، اغرفي منهُ واشربي
فلن يَعطشَ الغافي على ضِفَّة النهرِ
وضمِّي شَراييني ولو كنتِ خنجراً
فكلِّي يَدٌ تمتدُّ شوقاً إلى البَترِ
فإن قطَفوا ريحانَ حبكِ من دمي
فهل سَتردُّ الريح كَوناً منَ العِطرِ ؟
بكَيتكِ يا فيحاء حتى توسَّدَت
عظامي تراباً منكِ فابكي على قبري
تمسَّكتُ بالذكرى وقلتُ سأكتفي
بآخرِ جُنديٍّ على جَبهةِ العمرِ

صفيةالدغيم

ليست هناك تعليقات