رسالة عمري...د . وجيهة السطل
في الصخرِ أنحتُ أحيانًا مُفجِّرةً
عَينًا من الماءِ أو حقلًا من الزهَر
حبٌّ تغَلْغَلَ في روحي فطهَّرَها
غنَّيتُ للغةِ العصماءِ في وَتَرِي
تنهلُّ مشرقةً حسناءَ وارفةً
تُلقي الظلالَ كشلّالٍ من الدُّرَر
مُذْ كنتُ يافعةً،والحُلمُ يسكنُني
مارستُ مُتعتَها،أبصرتُها قدري
أدركت أنّيَ لن أرضى بنافلةٍ
بل بتُّ أوري حروفَ
العلمِ كالشرَر
تدريسُ ناشئةٍ، والعلمُ أطلبُه
في متعتين معًا،أرنو إلى الظّفَر
أسْقَيتُ أحبابَ قلبي سَلْسَلاً غَدَقًا
نحوًا وصرفًا وإعرابًا بلا ضَجَر
والاختبارُ على الأبوابِ يَطرُقُها
أرجو الجوابَ لما قدَّمت من أثر
كم كنتُ أجلسُ
بالساعاتِ ظامئةً
ردُّ السؤالِ يُزيلُ الخوفََ من حذري
حتى نَمَتْ في مدى
عيني براعمُهم
تمتاحُ من نَهَري من
أعذبِ الفِكَر
وتستجيبُ لِمَا أعطيهِ من ألقٍ
وتستلذُّ بِما يحلو من الصور
وتستطيبُ رحيقَ
العلمِ في فرحٍ
والعلمُ في صِغًرٍ، نقشٌ على حَجَر
ثم انتقلتُ لِمنْ وافَوا مراهَقَةً
والعلمُ باتَ مع التشتيتِ في خَطَر
أسْقَيتُهم أدبًا علمًا وتربيةً
منّيْتُهم أملًا بالحبِّ في خَفر
مارستُها مهنةً، علَّمْتُ، وارتشفَتْ
مني العقولُ علومًا ليس في ضرر
في الجامعات وجدتُ الروحَ مُترعةً
بالحب يسكنُها من خافِقٍ عَطِر
عِلمي عشقتُ، وتمضي فيه أشرِعتي
بيضاءَ تمرحُ بالأمواجِ في جُزُري
في الشام أرسيتُ في التدريس أعمدتي
وفي الرياضِ تبدّى العلمُ مُختَبرِي
وفي الكِنانَةِ عين الله تحرسها
حطَّتْ قلوعي وما حنَّتْ إلى سَفر
التعليقات على الموضوع