لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

دموع الفؤاد.

شَــهِــدَ الـزَّمـانُ لِـسُــؤْدُدِي وَرَشَــادِي

فَـاحْــتَــارَ بَـــيْــنَ مُـسَـالِــمٍ وَمُــعَــادِ

وَبِـخِلْـسَـةٍ كَـشَـفَ الْـقِـنَـاعَ وغَـلَّـنِــي

خَـطْـبٌ يُــقَــوِّضُ شَــاهِــقَ الْأَطــوَادِ

وَيَـقـولُ : أَنْـتَ مَـنِ ازدَرى، فأَجَـبـتُـهُ

يَـا دَهـــرُ مَــعــذِرَةً فَــأَنــتَ تُــعَــادِي

أَنـتَ الَّـذِي أَشْـقَــيـتَــنِـي وَأَذَقْــتَـنِـي

شَـظَـفًـا، رَمَـى بِـي فِي خِـضَمِ عِنَادِي

أَفـنَـيـتُ مِـن عُـمـرِي الْـقَـصيرِ رَبِـيعَهُ

بِـــرَخَـــاءِ عَــــيْـــشٍ بـَــــاذِخٍ، وَوِدادِ

كَـانَتْ كَـزَرقَــاءِ الْــيَـمَـامَـةِ نَـظْـرَتِــي

حَــتَّـى غَــدَتْ مُــقَـلًا بِـــدُونِ سَــوَادِ

مِـن حُـسْـنِ أَخـلَاقـي ونُـبْـلِ شَمَـائِلِي

أَوفَــدتُ دَمـعِـي كَـيْ يَـصُونَ فُـؤَادِي

مِـنْ مَـجْـدِ مَـاضٍ قَدْ بَـلَـغْـتُ مَـكَـانـةً

لَــكِــنَّ دَهْـــرِي صَــكَّ فِـــي الْإِسْــدَادِ

مـا أَكـثَـرَ الأَصْـحَابَ فِي بَـحـبُـوحَتِي

وَأَقَــلَّــهُــمْ حِـيـنَ اضْــمـحَــلَّ تِــلَادِي

لَـولَا الْحَـيَـاءُ شَـتَمـتُ كُلَّ بـِـطَـانَـتِـي

فَـقَـدْ اسْــتَــبَــانَ بِــأَنَّــهُــمْ حُــسَّـادِي

كَــفُّ الـكَـريـمِ نَـدىً يَـفِـيضُ كَـمَنهَـلٍ

يُـــسْــدي بِـــلَا ضَـــنٍّ إلــى الْـــــوُرَّادِ

رَغْـمَ الْـخَـصَاصِ فَنَحْنُ دُومًا نَحتَفي

بِـــضِـــيـــافَــةِ الــــزُّوَّارِ وَالْـــعُـــــوَّادِ

وَقَــفَ الـزَّمَــانُ بِـرُكْـنِ بَـابِـي سَـادِنًـا

يُــثْـنِــي عَــلَـى الْأَعْــيَــانِ وَالْأَجْــوَادِ

مَـهْـمَـا عَــتَـا ظُـلْـمُ الـلَّـيَـالِي جـائِـــرًا

فَــمِــنَ الْــمُــحَــالِ تَـذَلُّـلِــي وَقِـيَـادِي

لَـولَا الـلَّـيـالي لَــمْ تُـعَـكِّــرْ صَــفـــوَنَـا

عَـاثَـتْ بِـشُـؤْمِ الـرِّجْـسِ وَالْإِفْـسَــــادِ

سُــقْــيًـا لِأَيَّـــامٍ، لِــوَفْـــرَةِ خَــيْــرِنَـــا

لَـمْ تَــسْــتَــحِـلْ نِــيـرَانُــنَـا لِــرَمَـــــادِ

أُقْـرِي الضُّيوفَ بِـمَـا مَـلَكْـتُ تَـفَـضُّـلًا

لِــيَــفِـضَ غَـــدْقُ الْـخَـيــرِ بِـزْدِيَـــــادِ

غـاضَ الـطَّرِيفُ وَجَـفَّ مُـتْلَـدُ ثَـروَتِي

مَـا لِـي مَـعَـاشٌ دُونَـهُ، خَـرطُ قَـتَـادِي

وَالْــفَــقــرُ يُـردِيـنِـي وَلَـيـسَ بِرَاحِمِي

وَفُـؤَادِي مِن ضَـنَـكِ الْـمَـعِـيشَـةِ صَادِ

حَـسْـبُ الْـكَـرِيـمِ فَـأَصــلَــهُ مُــتَـفـرِّعٌ

عَـــن خِـــيـــرَةِ الْآبــــاءِ وَالْأَجْــــــدَادِ

لَـوْ لاذَ مَـــعْــســـورٌ بِــوَرفِ ظِــلَالِـــهِ

يَـلْــقَــى جَــزيـلَ الــبِـــرِّ وَالْإِرفَــــــادِ

دُنْــيَــاكَ خَــائِــنَــةٌ فَــلَا تَـأْمَــنْ لَــهَــا

أَفْــنَــتْ قُــرُونًـا مِــنْ ثَــمُــودَ وَعَـــادِ

هَــونًـا عَـلَـى الأَيَّـامِ فَـهْـيَ مَــوَاسِـــمٌ

سَـنُــعِــيـدُ مَـا يَـمـضِـي مِـنَ الْآبَـــــادِ

حَـاشَـى لِـمِـثـلِـي يَـستَـكِـيـنُ لِـفَـاقَــةٍ

مَـا زِلْـتُ مُـعـتَـلِــيًـا لِــمَـتـنِ جَـــوَادِي

يَـا طَـالِـبًـا سُـبُـلَ الْـهُـدَى، قُــرآنُـــنَـــا

ولِـكُـلِّ مَـنْ ضَــلَّ الْـعَـقِــيـدَةَ هَــــــادِ

لَا تَـكـتَـنِـزْ مَــالًا وَجُــدْ بِـسَـمـاحَـــــةٍ

لَا نَـفـعَ لِـلْـصَّـمــصَـامِ فِـي الْأَغــمَـــادِ

لاتَـخْشَ مِـن عَـوَزٍ وَعُـسـرِ مَـعـيـشَــةٍ

فَـالـنَّـمـلُ يُـؤْتَـى الـرِّزقَ فِـي الْأَصْـلَادِ

قُـبْـحًـا لِـمَـنْ مَـنَـعَ الْـعَــطَـاءَ تَـقَــتُّــرًا

فَـأكُــفُّــهُ غُــلَّــتْ إلَــى الْأجْـــيَـــــــادِ

لَا أَرتَـجِـي غَـيـرَ الْـكَـريـمِ مُــنَــاصِــرًا

فَـعَـسَـى يَــدُومُ تَـصَـبُّـرِي وَجِــــلَادِي

هيثم محمد النسور