يُراوِدُني قَلَبي ....محمود الضميدي

 

يُراوِدُني قَلَبي ....محمود الضميدي

يُراوِدُني قَلَبي !

==========
***
ألا ليتَ شِعري كيف تَشدو عَنادلي؟!
وكيف أخوضُ البَحْرَ والمَوْجُ قاتلي؟!
***
وَأَنَّى أخُطّ السِّحْرَ والطَرْفُ جاحِدٌ؟!
وإنْ هاجَ بَحري ما تَلَوَّتْ حَبائِلي !
***
أَراني كما هاروتَ والحَرْفُ صنْعَتي
وماروتُ صِنْوي يَنْتَشي مِنْ هُلاهِلي
***
فكمْ صِغتُ في سِحْرِ العيون فَرائِدًا
بِحِبْرِ دَمي المَهْدورِ بَيْنَ القَبائِلِ
***
لقد مرّتْ السَّبعُ السِّمانُ بِخاطري
ومِنْ سُنْبُلاتي الخُضْرِ حارَتْ عَواذِلي
***
فَمَنْ يُبْلِغ السَّبْعَ العِجافَ بأنني
مع اليابساتِ الصُّفْرِ تَحْتَ المَناجِلِ
***
وقد كان لي في الحُبِّ ألف حكايةٍ
كما كان لي في الحربِ وَقْعُ القنابلِ
***
ولكنني ما عِشْتُ عِشْقَ مُهَلْهِلٍ
ولا مِتُّ غَدْرًا في الفَلاةِ كَوائِلِ
***
وإنِّي إذا أوْحَيُتُ للشٌعْرِ زارَني
يُهَرْوِلُ مُشْتاقًا يَطوفُ مَنازِلي
***
يُقَبِّلُ أعْتابًا من الدُّرِّ زُخْرِفَتْ
يَحِنُّ لأَبْياتِ الأُلى والأوائِلِ
***
يُناشِدُني فَوْقَ الثُّرَيّا أَضوعَهُ
وَفَوْقَ الجِيادِ الصَّافِناتِ الأصائِلِ
***
هَمَسْتُ لَهُ يا شِعْرُ ما عُدْتُ مُبْحِرًا
فَقَدْ بِتُّ أَخْشى مِنْ لِحاظِ الأَيائِلِ
***
فَيا صاحِ كَمْ قَبَّلْتُ فِيكَ مَنازِلًا
فَيَخذِلُني حِبِّي وَمِنْ دونِ طائِلِ!
***
يُحَطِّمُ أحْلامي ويُبْكي بَلابلي
وما شَفَعَتْ شَكْوايَ عِنْدَ المَعاوِلِ
***
لِبَحْرِكَ ما زالَ الحَنينُ يَشُدُني
يُراوِدُني قَلبي فَتَأْبى أَنامِلي
***
كَتَبْتُكَ فَاكْتُبْني وأَحْسِن مَقولَتي
فَإنَكَ مُنُذُ اليومَ يا شِعْرُ قائِلي !
***
=============

محمود الضميدي

ليست هناك تعليقات