تماثيل...أحمد رستم دخل الله
《تماثيل》
١.. حالُ التّجبُّرِ في البرايا أمرَدُ
واللونُ من طَفْحِ التّكبُّرِ أسودُ
٢.. والباقياتُ الصّالحاتُ لِمَن بَقوا
متواضعين، وفي المكارِمِ فَرقَدُ
٣.. مات الجبابرةُ المُثَقَّلُ مُلْكُهُم
ما خُلِّدوا، واختلَّ مُلْكٌ أمجَدُ
٤.. إنْ غاب عن ذِهنِ الورى إدراكُهُم
فالموتُ في رَحِمِ العقولِ الأنفَدُ
٥.. يا قوم صبراً فالحياةُ قصيرةٌ
وتواضعوا إنّ القبورَ لَمَرقَدُ
٦.. لا شرَّ يبقى والطّلائِعُ تُهتَدى
والخيرُ أقوى والطّلائِعُ تُرفَدُ
٧.. بين التّواضُعِ والتّكبُّرِ حِكمَةٌ
فَالكِبرُ يُذمَمُ والتّواضُعُ يُحمَدُ
٨.. والعينُ تبقى لِلحقيقةِ مَشعَراً
في ما تراهُ، وكُلُّ عينٍ تَرمَدُ
٩.. ما من شقاءٍ في الذين تواضَعوا
إنّ الشّقاءَ على الذين استَمْرَدوا
١٠.. والفرقُ بين المُهتدين وغيرِهِم
إصلاحُ شأنٍ والفعائِلُ تَشهَدُ
١١.. كم مرّةٍ سقطَ القِناعُ عنِ الغِوى
فَهَوى التّجبّرُ والنّهايَةُ مَشهَدُ
١٢.. وجِماحُ عقلِ المُغرِضين تَشبَّعَت
من كِبرِ نفسٍ لِلمساوِىءِ تَعمَدُ
١٣.. ولِدَحرِ طغيانِ الشّرورِ وأهلِهِ
لا بدَّ تصحو ذي الجموعِ وتَرشُدُ
١٤.. ما زال ذِكرُ الخالدين كفيصَلٍ
ووِشاحِ نصرٍ في الحضارةِ يُقصَدُ
١٥.. لا خوفَ من مُتجاهرٍ في غَيِّهِ
الخوفُ مِن ذَنَبِ المُجاهِرِ أعقَدُ
١٦.. أحبالُ ودٍّ دون شَدٍّ مُسْبَقٍ
كَ نباتِ سهلٍ دون جَذرِ يُولَدُ
١٧.. والصّمتُ أقوى في مُوارِبِ مَنطِقٍ
من بوحِ كُفْءٍ لِلمكارِمِ يَجحَدُ
١٨.. ما هانَ قومٌ والمعارِفُ نَهجُهُم
أو ذُلَّ قومٌ لِلفضائِلِ مَقصِدُ
١٩.. لا ما يُبارَكُ لِلذين تكبّروا
فالأعطياتُ لِمَن تواضَعَ أزوَدُ
٢٠.. ما كان نقصاً إنْ تواضَعَ سيّدٌ
بل ذاك فضلٌ، والنّبوّةُ مَرفَدُ
التعليقات على الموضوع