درداءُ باتَت تُناجي الليلَ و القمرَا... الشاعر / يونس الفسفوس.
درداءُ باتَت تُناجي الليلَ و القمرَا
درداءُ باتَت تُناجي الليلَ و القمرَا
عن حُسنها بزمانٍ ماتَ و اندثرَا
و استشهدت ببقايا لونِ جبهتِها
و كُوَّةٍ لم تزلْ تَحوي لها صُوَرا
و استَوصلَت بعد أن باعَت ضفائرها
الحسنُ ما كانَ أصباغاً و لا شَعَرَا
الحُسنُ جُملةُ أخلاقٍ تزينُنا ...
مواقفٌ في الورى خطَّت لنا عِبَرا
الحُسنُ ليسَ رِداءً أو مُفاخرةً
و ليس مالاً و لا جاهاً و لا أُطُرا
الحُسنُ عهْدٌ مُصانٌ عبرَ تَجرِبَةٍ
و رِحلةٍ بالوفا صارت لنا قدَرا
الحُسنُ يعني التَّسامي فوق مِحنتنا
و هِمَّةٌ ...كُلِّلَت أمجادها… ظَفَرا
الحُسنُ ليس ادعاءً بل ممارسةً...
كالعِطرِ طَوَّفَ في الآفاقِ و انتشرا
الحُسنُ تاجُ الأُلى صانوا مَبادِئَهم
ليسوا عبيداً و لا طَوعاً لمَن أمَرا
لم يلهثوا خلفَ أطماعٍ بمَسألةٍ…
فكم تمنوا…؟ و كم قد أُلقِموا حَجَرا؟
و كم تداعوا لذلٍ بل و منقَصةٍ...
و كم أُسيئوا فلم نسمع لهم خَبَرا
حتى المطايا.... لها جُرحٌ تثورُ له
إذا أُهينَت... أثارَت نَقعَها… شَررا
إن الحياةَ حياءٌ… غيرةٌ… و دَمٌ…
فصَفعةُ المَيتِ لم تتركْ بهِ أَثَرا
التعليقات على الموضوع