إجمَعْ نَشيجَكَ في المتاهةِ وارتَحِلْ...نجاة بشارة

نجاة بشارة

إجمَعْ نَشيجَكَ في المتاهةِ وارتَحِلْ 


إجمَعْ نَشيجَكَ في المتاهةِ وارتَحِلْ
فالموجُ مسعى والسفينُ على عَجَلْ
فهنا أمامَكَ غُربَةٌ وممالِكٌ
ويداكَ قابِضَتانِ ريحاً ليس إلْ
وعليكَ أن تحيا كما لا تشتهي
وعليكَ أن تمشي ولكن لا تَصِلْ
عبثاً تُفَتِّشُ في المدائنِ والقرى
والصبرُ دِرعُكَ والأسى في القلبِ ظِلْ
تعلو وتهبِطُ حين تسمعَ نشرةَ الـ/
أخبارِ غَصباً ثم تَسكُنُ دونَ حَلْ
في البحرِ في الأرجاءِ في الزمنِ الذي
لا تنتهي فيهِ الحروبُ ولا تَكِلْ
دَوَرانِكَ المحمومُ حولَ عقارِبِ الـ/
آتي إليكَ أراهُ ينهَشُهُ المَلَلْ
في الشام..في حيفا..وفي اليمنِ الذي
كان السعيدَ وَنَجمَهُ قَسرَاً أفَلْ
نارٌ.. وبارودٌ.. ووحْشٌ كاسِرٌ
وعروبَةٌ باتتْ يُجانِبُها الخَجَلْ
للهِ دَرُّ السَائرين على اللّظى
ما عادَ ينفعُ.. كيفَ.. مَنْ.. وعسى.. وهلْ

نجاة بشارة

ليست هناك تعليقات