نجود ابو شهلا....أنا العامُ القادم
أنا العامُ القادم
أنا العامُ القادم
تفتحُ السّنونُ أبوابَها
وأتسمّر أنا على عتبتها
يمرُّ الكونُ بجانبي
يعبرُ الجميعُ أمام ناظري
يتسابَقون كمَن يخاف أنْ يفوتَه قطارُ العمر
كأنَّ نوحًا في المَقْلبِ الآخرِ منَ السّنة
يلوِّحُ لهُمْ ويناديهُم
يرْكضون
بلهفةٍ تواقةٍ للبقاء
على العتبةِ أقِف
أضحكُ على المارين
أضحكُ على الوجود.. على العمر
أضحكُ على نوح!!
هذا البقاءُ برمَّته يُضحكني
أقف بين عامين افتراضيين
يعبرُ الجميعُ ولا يتغيّرون
أمّا أنا، مُنتعلة الواقع، أقفُ ثابتةً
كأرزةٍ تتفرّعُ غصونها،تنضج،تكبر
ولا تتحرّك
رغمَ كلِّ الرّياحِ لاتتحرّك
بل تشتهي العواصفَ في مواسمِ النّسيم
"تحديثي" يتمُّ بشكلٍ تلقائي
كجهازٍ ذكي
يعملُ دون كلل
أراقبُ حركةَ الجميع
أُخزّنُ التّجاربَ والأحداثَ والصّور
وأقرّر ذاتَ مساءٍ غيرَ مرتبطٍ بتاريخ
العبورَ إلى مستقبلٍ جديدٍ ونسخة أكثر تطورا
واتعثرُ بالعمرِ على سبيلِ حادث
هذه العتبةُ الوهميّة بينَ عامٍ وآخر
بينَ رقمٍ وآخر...لا تعنيني
تقويمي يحتسبهُ قلْبي
بروزْنامة دقّاتِه
أعيشُ على عتبَة
أتوسّط العُمر
أسكنُ التّاريخ
أنا الوقت
أنا الأيّام
أنا التّاريخُ إن كُتب
أحضنُ الماضيَ والحاضرَ والقادِم
لا أحتفلُ بتواترِ الأعوام
بل تحتفلُ ذكرياتُ الأعوامِ بي
أنا كلُّ عامٍ قادم...
التعليقات على الموضوع