أشياء مركونة ....صباح سعيد السباعي
لم يفهمه أحد، لم يكن سوى قلب مقسوم يمشي بينهم.
توصيات قديمة لاصقة به، وحين انهار السقف عليه، توالدت توصيات أكثر.
كان يزمّ رئتيه ويمسك طرف قلبه حتى لا يندلق من صدره، ويعدهم بأنه متفهم وسيعمل بكل ما يطلبونه، خشي أن لايسعفه الوقت لنفس عميق، شتم نفسه وشتمهم ونام بعد تناوله لقرصين من مرخٍ عضلي.
استيقظ وقد استرخى ضجيج النهار، حتى الأطفال نسوا أن يمسكوا أيدي أمهاتهم، ونسي الرجال أسماء نسائهم، تذكروا آباءهم على هيئة صورة جميلة في مجلة.
انتظر وقت الظهر، لم يأتِ، عاد ليقظة مشدودة عكس مفعول القرصين، أيقن أن قرع جرس قديم له مفعول سحري أكثر من قاعدة فيزيائية أو علمية.
ينسحب رويدًا رويدًا، قالوا: إنه يعاني من تليّف الكبد، قالوا: إنه يشبه دوراننا حول أنفسنا باتجاه عكسي.
قالوا: لا نعرفه.
كأس شاي فارغ، وانحناءة على سور جسر، يقفز باتجاه السماء، يسترخي جسده في مكان غريب.
لم يسأل عنه إلا شريط قطعه الهواء، كان قد وضعه بطرف ياسمينة ليهزّها، ويتنشق عطرها.
ولعبة أطفال لم يحصل عليها، وأم تحت الثرى.
مجنون هذا الليل، مثل نبتة المجنونة بلون ليلكي، لارائحة لها، لكنها تسرّ الناظرين.
مجنون هذا الليل، مثل دبكة على إيقاع سريع.
عاقل هذا القلم يكتب ما تشاء، ويستسلم بحزن للمسة الكيبورد معتزلًا.
الغصن يهيئ نفسه، لاختراع غير الموقد.
التعليقات على الموضوع