أ.محمد درويش أبوالعز...في ثنايا الريح

 

أ.محمد درويش أبوالعز


في ثنايا الريح

أَيُّــهَـا الـتَّـارِيــخُ أقْـبِـلْ صَـامِــتـاً
وَانْـسَ هَــارُونَ وَعَــمْــرًا وَيَــزَنْ
وَاقْـرَإِ الْـحَـاضِـرَ وَانْــزِلْ رَاقِــصـاً
فِي لَيَالِي الْأُنْسِ وَارْكَـعْ لِـلْـوَثَـنْ
لَا تَـكُـنْ مِـثْـلِـي شَـرُوداً عَـاصِـياً
تَـرْفُـضُ الــذُّلَّ وَتَـأْبَى كُـلَّ مـَــنّْ
أَحْـرُفِي تُـزْجِي مـَـطَـايَـا ثَـوْرَتِي
وَتُـحِـيـلُ الـشَّـوْكَ وَرْداً قَدْ فَـتَـنْ
وَأَنَـا وَحْـدِي أُنَـاجِــي أُمـَّــتِـي
مِنْ سَـرَايَـا شَـامِـهَـا حَتَّى الْـيَـمَـنْ:
أُمـَّــتِـي هَـلْ لَـكِ مـَـا بَـيْـنَ الْــوَرَى
مِـنْـبَـرٌ نَـعْـلُوهُ فِي حَفْـلِ الْـمِـنَـنْ
قُـطِـعَـتْ دَوْحَـتُــنَـا وَانْـتَــشَـلَـتْ
جِـذْعَـهَـا الــرَّاسِـخَ آلَاتُ الْـعَـفَـنْ
فَـظِــلَالُ الْـحُـبِّ أَضْـحَـتْ رَمـَـضاً
وَطُــيُورُ الـدَّوْحِ لَـمْ تَـلْـقَ فَــنَـنْ
فِي ثَـنَـايَـا الــرِّيـحِ هَــمُّ لَافِــحٌ
وَغُـــبَــارٌ لِــلْــمَـــوَاوِيـــلِ دَفَــنْ
طَــابَ لِــلــذُّلِّ مـَــقَـامٌ بَــيْــنَــنَـا
وَهَـوَانُ الـنَّـفْـسِ فِـينَـا قَدْ سَـكَنْ
وَأَنَـا شِــبْــتُ وَشَــابَــتْ مـُـهْـجَــتِي
وَبَـدَتْ فِـيـهَـا تَـجَـاعِـيدُ الـزَّمـَـنْ
لَـكِـنِ الـطِّـفْـلُ بِصَدْرِي لَـمْ يَـزَلْ
بِـكِ مـَـخْـدُوعـاً يُـنَاغِـيـكِ بِـظَـنّْ
نَـهْـرُكِ الْـعَـذْبُ هُـنَا هَـيَّـا انْـزِلِي
وَاغْـسِـلِي ثَـوْبَكِ مِنْ هَذَا الـدَّرَنْ
وَاطْـلُـبِِي الـطِــبَّ يُـدَاوِي جَـسَداً
هَــدَّهُ الــسُّـقْـمُ وَأَبْـــلَاهُ الْــوَهَـنْ
رَبَّــنَـا نَـدْعُــوكَ يَــسِّــرْ أَمـْـرَنَـا
وَاجْمَعِ الشَّمْلَ عَلَى خَيْرِ السُّنَنْ

أ.محمد درويش أبوالعز

ليست هناك تعليقات